سُهيل، عن عوف بن الحارث قال: رأيت جابرَ بن عبد الله دخل على عبد الملك بالمدينة، فرحب به عبد الملك وقربه، فقال جابر: يا أمير المؤمنين، إن هذه حيث ترى، وهي طَيْبَة، سماها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأهلها مجهَدُون، فإن رأى أميرُ المؤمنين أن يصل أرحامَهُم ويَعرفَ حقهم فَعَلَ، قال: فكره ذلك عبد الملك وأعرض عنه، وجعل جابر يُلح عليه حتى أَوْمَأ قبيصَة إلى ابنهِ وهو قائِده، وكان جابر قد ذهبَ بصرهُ أن سَكِّتْهُ. قال: فجعل ابنُه يُسكِّتُهُ، قال جابر: ويحك، ما تصنع بي!؟ قال: اسكُت، فَسَكَتَ جابر، فلما خرج أخذ قبيصةُ بيده فقال: يا أبا عبد الله، إن هؤلاء القوم صاروا ملوكًا، فقال له جابر: أبلى الله بلاء حَسنًا فإنه لا عذر لك وصاحبك يسمع منك. قال: يسمع ولا يسمع إلا ما وافقه، وقد أمر لك أمير المؤمنين بخمسة آلاف درهم، فاستعن بها على زمانك فقبلها جابر.
أخبرنا عُبيد الله بن موسى، والفضل بن دُكَيْن ومحمد بن عبد الله الأسدي، قالوا: حدثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: دخلت على الحجاج فما سلمت عليه. قال عبيد الله بن موسى في حديثه: وكان لا يصلي خلفَهُ.
أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني ابن أبي ذئب، قال: حدثني من رأى الحجاج خَتَم في يد جابر بن عبد الله بالمدينة.
أخبرنا محمد بن عمر، عن أُبَيّ بن عباس، عن سهل عن سعد، الساعدي عن أبيه، قال: كنا بمنىً فجعلنا نُخْبِر جابرَ بن عبد الله ما نرى من إظهار قُطُف الخَزِّ والوشْيِ - يعني السلطان، وما يصنعون - قال: ليتَ سَمْعِي قد ذهب كما ذهبَ بَصَرِي حتى لا أسمع من حديثهم شيئًا ولا أبصرهُ (١).
أخبرنا الفَضْلُ بنُ دُكَيْن، قال: حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن مُجَمِّع، قال: أخبرنا أبو الزبير أنه رأى جابرَ بنَ عبد الله يُصلي في ثوبٍ واحدٍ مُتَوَشِّحًا به، وأن جابِرًا أخبرَهُ أنه دخل على نبي الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلى في ثوبٍ واحدٍ مُتَوَشِّحًا بهِ.
أخبرنا محمد بن عُبَيد، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، قال: صلى جابر بن عبد الله بأصحابهِ في ثوبٍ واحدٍ.
(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخه ج ٥ ص ٣٦٣ مختصر ابن منظور.