للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكنتُ أرجو أن أُدْركه فأتّبعه، فإن سَمِعتم به فلا تُسْبَقُنّ إليه، فإنّه يَسْفِك الدّماء ويَسْبى الذَّرَارى والنّساء، فلا يمنعكم هذا منه، ثمّ مات، فلمّا كان فى الليلة التى فى صَبيحتها فُتِحَت بنو قُرَيظة، قال لهم ثَعلبة وأَسِيد ابنا سَعْيَةَ وأسد بن عُبيد فتيان شَبَاب: يا معشر يهود، والله إنّه الرّجل الذى وصف لنا أبو عُمير بن الهيّبَان، فاتّقوا الله واتّبعوه، قالوا: ليس به، قالوا: بَلَى والله إنّه لهو هو، فَنَزَلُوا وأسلموا وأبَى قومهم أن يُسلموا (١).

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني محمد بن عبد الله عن الزُّهرى عن محمد بن جُبَير بن مُطعم عن أبيه قال: كنّا جلوسًا عند صَنَم ببُوانة قبل أن يُبعث رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بشهر، فَنَحَرنا جُزرًا، فإذا صائحٌ يصيح من جوف واحدة: اسمعوا إلى العجب، ذهب استراقُ الوحى ونُرمى بالشُّهُب، لنبىّ بمكّة اسمه أحمد، مُهَاجَره إلى يثرب، قال: فأمسكنا وعجبنا، وخرَج رسول الله، -صلى الله عليه وسلم (٢).

حدّثنا محمد بن عمر، حدّثنى ابن أبى ذئب عن مُسلم بن جُندب عن النّضر ابن سفيان الهذلى عن أبيه قال: خرجنا فى عير لنا إلى الشام، فلمّا كُنّا بين الزرقاء ومُعَان وقد عَرّسنا من اللّيل إذا بفارس يقول: أيها النيام هُبّوا فليس هذا بحين رُقَاد، قد خرجَ أحمد، وطُرّدت الجنّ كلّ مُطَرّد، ففزعنا ونحن رفقة جرّارة كلهم قد سمع هذا، فرجعنا إلى أهلينا، فإذا هم يذكرون اختلافًا بمكّة بين قريش بنبىّ خرَج فيهم من بنى عبد المطّلب اسمه أحمد (٣).

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى علىّ بن عيسى الحَكمى عن أبيه عن عامر بن ربيعة قال: سمعت زيد بن عَمرو بن نُفيل يقول: أنا أنتظر نبيًّا من ولد إسماعيل ثمّ من بنى عبد المطّلب، ولا أرانى أدركه، وأنا أومن به وأصدّقه وأشهد أنّه نبىّ، فإن طالت بك مدّة فرأيته فأقرئه منّى السّلام، وسأخبرك ما نعتُه حتى لا يخفَى عليك، قلت: هلمّ! قَال: هو رجل ليس بالطويل ولا بالقصير ولا بكثير الشعر ولا بقليله، وليست تفارق


(١) قارن النويرى ج ١٦ ص ١٤٥.
(٢) الطبرى: التاريخ ج ٢ ص ٢٩٧، والصالحى: سبل الهدى ج ٢ ص ٢٨٩.
(٣) الصالحى: سبل الهدى ج ٢ ص ٢٩١.