للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى الضّحّاك بن عثمان عن مَخْرَمَة بن سليمان عن كُرَيْب عن ابن عبّاس قال: كانت يهود قُرَيظة والنَّضِير وفَدك وخَيْبر يجدون صفة النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عندهم قُبَيل أن يُبعث، وأنّ دار هجرته بالمدينة. فلمّا وُلِدَ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قالت أحبار اليهود: وُلِدَ أحمد الليلة، هذا الكوكب قد طَلَع، فلمّا تَنَبَّأ قالوا: قد تَنَبَّأ أحمد، قد طلع الكوكب الذى يطلع، كانوا يعرفون ذلك ويقرّون (١) به ويصفونه إلّا الحسد والبغى (٢).

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة عن نملة بن أبى نملة عن أبيه قال: كانت يهود بنى قُريظة يَدْرُسون ذكر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فى كُتُبهم ويُعَلّمونه الوِلدان بصفته واسمه ومُهاجَره إلينا، فلما ظَهر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حَسَدوا وبغوا وقالوا ليس به.

أخبرنا محمد بن عمر الأسلمى قال: حدّثنى إبراهيم بن إسماعيل بن أبى حبيبة عن داود بن الحصين عن أبى سفيان مولَى ابن أبى أحمد أنّ إسْلام ثَعلبة بن سعيد وأَسِيد بن سَعْيَةَ وأسد بن عُبيد ابن عمّهم إنّما كان عن حديث ابن الهَيّبَان أبى عمير. قدم ابن الهَيّبَان، يهودىّ من يهود الشام، قُبيل الإِسلام بسنوات. قالوا: وما رأينا رجلًا لا يُصلّى الصّلوات الخَمْس خيرًا منه، وكان إذا حُبِس عنّا المطر احتَجنا إليه، نقول له: يابن الهيّبَان اخرج فاسْتَسْقِ لنا، فيقول: لا حتى تُقَدّمُوا أمام مَخْرَجكم صَدقة، فنقول: وما نقدّم؟ فيقول: صاعًا من تَمر أو مُدَّيْن من شَعير عن كلّ نفس، فنفعل ذلك فيخرج بنا إلى ظَهر وادينا، فوالله لن نَبرح حتى تَمرُّ السحابُ فَتُمْطِرَ عَلينا، ففعل ذلك بنا مِرارًا، كلّ ذلك نُسْقَى، فبينا هو بَيْن أظهرنا إذ حَضَرَته الوَفاةُ، فقال: يا مَعشر اليهود ما الّذى تَرَوْنَ أنّه أخرجنى من أرض الخَمْر (٣) والخَمِير إلى أرض البؤس والجوع؟ قالوا: أنت أعلم يا أبا عُمير! قال: إنّما قدمتُها أتوَكّفُ خُروج نَبىّ قد أظلّكم زمانه، وهذا البلد مُهَاجَرُه،


(١) كذا فى م، ومثله لدى الصالحى وهو ينقل عن ابن سعد. وفى ل "ويقرءون".
(٢) الصالحى: سبل الهدى ج ١ ص ٤١٠ عن ابن سعد.
(٣) فى السيرة الحلبية ج ١ ص ١٨٥ "من أهل الخَمْر -بالتحريك وبإسكان الميم- وهو الشجر الملتف".