للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كتفيه سوداء صفراء فيها شعرات متواترات، فتصدّع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه، فلما صاروا فى منازلهم ذكروا لأهاليهم، فقيل لبعضهم: وُلد لعبد الله بن عبد المطّلب الليلة غلام فسماه محمّدًا، فالتقوا بعدُ من يومهم فأتوا اليهودىّ فى منزله فقالوا: أعلمت أنه وُلد فينا مولود؟ قال: أبعدَ خَبرى أم قَبله؟ قالوا: قبله واسمه أحمد، قال: فاذهبوا بنا إليه، فخرَجوا معه حتى دخلوا على أمه، فأخرَجته إليهم، فرأى الشَّامة فى ظهره، فغُشى على اليهودى ثمّ أفاق، فقالوا: ويْلك! ما لك؟ قال: ذهبت النُّبوّة من بنى إسرائيل وخرَج الكتاب من أيديهم، وهذا مكتوب يقتلهم ويبير أَحْبَارَهم (١)، فازت العرب بالنبوة، أفرحتم. يا معشر قريش؟ أمَا واللهِ ليسطوَن بكم سَطْوة يخرج نبؤها من المشرق إلى المغرب (٢).

أخبرنا علىّ بن محمّد عن يحيَى بن مَعن أبى زكريّاء العجلانى عن يعقوب ابنُ عتبة بن المغيرة بن الأخْنَس قال: إنّ أوّل العرب فَزَع لرمى النّجوم ثَقِيف، فأتوا عمرو بن أُمية فقالوا: ألم تَرَ ما حدَث؟ قال: بَلَى، فانْظروا فإن كانت مَعَالِمُ النجوم التى يُهْتَدى بها ويُعْرَف بها أنواء الصيف والشّتاء انتثرت فهو طى الدنيا وذهاب هذا الخَلْق الذى فيها، وإن كانت نجومًا غيرها فأمرٌ أراد الله بهذا الخلق ونَبىّ يُبعث فى العرب فقد تُحُدّث بذلك.

أخبرنا علىّ بن محمّد عن أبى زكرياء العجلانى عن محمّد بن كعب القرظى قال: أوحَى الله إلى يعقوب أنى أبعثُ من ذُرّيّتك ملوكًا وأنبياء حتى أبعث النبىّ الحرمىّ الذى تبنى أمّته هَيْكل بيت المقدس، وهو خاتم الأنبياء، واسمه أحمد.

أخبرنا علىّ بن محمّد عن علىّ بن مجاهد عن حميد بن أبى البَخْتَرى عن الشَّعْبى قال فى مجلّة إبراهيم، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنّه كائن من ولدك شعوب وشعوب حتى يأتى النبى الأُمىّ الذى يكون خاتم الأنبياء.


(١) كذا فى م وقد وضعت فيها علامة الإهمال تحت الراء فى (يبير) والحاء، فى (أحبارهم) وفى ل "ويبزّ أخبارهم" وفى تعليق الأستاذ محمود شاكر "نص المخطوطة هو الصواب" وقد تحرفت "يبير أحبارهم" إلى "يبزّ أخبارهم" فى طبعتى إحسان وعطا وفى النهاية (بور) مُبير: أى مُهْلِك.
(٢) الصالحى: سبل الهدى ج ١ ص ٤٠٩ عن ابن سعد.