أخبرنا علىّ بن محمد عن سليمان القافلانى عن عَطاء عن ابن عبّاس قال: لمّا أُمِرَ إبراهيم بإخراج هاجَر حُمل على البُراق، فكان لا يمرّ بأرض عَذْبة سهلة إلّا قال: انزلْ هاهنا يا جبريل. فيقول: لا، حتى أتى مكّة، فقال جبريل: انزِلْ يا إبراهيم، قال: حيث لا ضَرْع ولا زَرْع؟ قال: نَعَمْ هاهنا يخرج النبىّ الذى من ذُرّيّة ابنك الّذى تُتَمّ به الكلمة العُلْيا.
أخبرنا علىّ بن محمّد عن أبى عَمرو الزهرىّ عن محمّد بن كعب القرظى قال: لمّا خرجت هاجر بابنها إسماعيل تلقّاها مُتلقّ فقال: يا هاجر إنّ ابنك أبو شُعوب كثيرة، ومن شعبه النبىّ الأُميّ ساكن الحَرَم.
أخبرنا علىّ بن محمّد عن أبى مَعشر عن يزيد بن رومان وعاصم بن عمر وغيرهما أن كعب بن أسد قال لبنى قرَيظة حين نزل النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فى حصنهم: يا مَعْشَر يهود تابعوا الرجل فوالله إنّه النبىّ، وقد تبيّن لكم أنّه نبىّ مرْسَل وأنّه الذى كنتم تجدونه فى الكتب، وأنّه الّذى بَشَّر به عِيسَى، وإنّكم لَتعرِفون صفته، قالوا: هو به ولكن لا نُفارق حكم التوراة.
أخبرنا علىّ بن محمد عن علىّ بن مجاهد عن محمّد بن إسحاق عن سالم مولى عبد الله بن مطيع عن أبى هريرة قال: أتى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بيت المِدْراس فقال: أَخْرِجُوا إلىَّ أعْلَمَكُمْ، فقالوا: عبد الله بن صُورِيا، فخلا به رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَنَاشَدَه بدينه وبما أنْعمَ الله به عليهم وأطعمهم من المنّ والسَّلْوَى وظَلَّلَهم به من الغَمام: أتَعْلَمُ أنّى رسُول الله؟ قال: اللهمّ نعم وإنّ القوم ليَعرفون ما أعرف. وإنّ صفتك ونعتك لمبيّن فى التوراة، ولكنهم حسدوك، قال: فَما يَمْنَعُكَ أنْتَ؟ قال: أكره خلاف قومى، وعسى أن يتّبعوك ويُسْلِموا فأُسْلم (١).
أخبرنا علىّ بن محمد عن أبى مَعشر عن محمّد بن جعفر بن الزبير ومحمّد بن عُمارة بن غَزِيّة وغيرهما قالوا: قَدِم وفد نَجران، وفيهم أبو الحارث بن عَلقمة بن ربيعة، له علم بدينهم ورئاسة، وكان أسقُفهم وإمامهم وصاحب مِدْرَاسِهم وله فيهم قَدْر، فَعَثُرَت به بَغلته، فقال أخوه: تَعِس الأبعد، يريد رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-،