للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العاص يقول: قال لي رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: يا عمرو اشدد عليك سلاحك وثيابَك وائتني. ففعلت، فجئتهُ وهو يتوضأ، فَصَعَّدَ فِيَّ البَصَرَ، وصوَّبَهُ. قال: يا عمرو، إِني أُرِيدُ أَنْ أَبْعَثَكَ وجهًا فَيُسَلِّمُكَ الله ويُغْنمك، وأزْعَبُ لك من المال زَعْبَةً صالحةً، قال قلتُ: يا رسول الله! إِنِّي لم أُسْلِم رغبةً في المال، إنما أسلمت رغبةً في الجهاد والكَيْنُونَةِ معك. قال: يا عَمْرو، نِعِمَّا بالمال الصالح للمرءِ الصّالح (١).

قال: أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن، قال: حدثنا شَرِيك، عن إبراهيم بن مُهَاجر، عن إبراهيم قال: بعث رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، عَمْرَو بن العاص على غزوةِ ذات السلاسل وعَقَدَ له لواءً على سَرَاةِ أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فيهم أبو بكر وعمر.

قال: أخبرنا يحيى بن خُلَيْف بن عُقْبَة، قال حدثنا ابن عَوْن، عن محمد، قال: وأخبرنا عَارِم بن الفضل، قال: حدثنا حَمّاد بن زيد، عن هِشَام، عن محمد، قال: استعمل رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، عَمْرَو بنَ العاص على جيش ذات السَّلَاسِل، فيهم أبو بكر وعمر.

قال: أخبرنا وَكِيعُ بنُ الجَرَّاح، قال: حدّثنا إسماعيل بن أَبِي خَالِد، عن قيس بن أبي حازم، قال: بعث النبي، - صلى الله عليه وسلم -، عَمْرَو بنَ العاص في غزوة ذات السَّلَاسِل قال: فأصابهم بردٌ شديدٌ، فقال لهم عَمْرُو: لا يُوقِدَنَّ أَحَدٌ نارًا. قال: ثم قاتل القوم فلما قَدمُوا على النبي، - صلى الله عليه وسلم -، شَكَوا ذلك إليه، فقال: يا نبي الله، كان في أصحابي قِلَّةٌ، فخشيتُ أن يَرَى العدوُّ قِلّتَهُم، ونهيتُهم أن يتبعوا العدوَّ مخافةَ أن يكون لهم مِن وراءِ الجبل كمين. قال: فأعجب ذلك رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -. (٢)


(١) أخرجه أحمد ج ٤ ص ١٩٧ و ٢٠٢ وابن عساكر في تاريخه. (مختصر ابن منظور) وهو لدى الذهبي في سير أعلام النبلاء. وقد تحرف "وأزعب" بالزاي المعجمة في كل من المسند وابن عساكر وسير أعلام النبلاء إلى "وأرغب" بالراء المهملة. وورد لدى ابن الأثير (زعب) فيه "أنه قال لعَمرو بن العاص: إني أرسلت إليك لأبعثك في وجه يسلِّمك الله ويُغْنمك، وأزْعَب لك زَعْبة من المال" أي أعطيك دُفعةً من المال. وأصل الزَّعْب: الدفع والقَسْم.
(٢) الخبر لدى الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٦٦.