للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الناحية - حتى أفلتُّ وما عليَّ قِشرةٌ (١). قال: فلقيتُ حَبَشيَّةً، فأخذتُ قِنَاعَهَا (٢)، فجعلته عَلَى عَوْرَتِي، فقالت: كذا وَكذا، فقلت: كذا وكذا. فأتيتُ جعفرًا حتى دخلتُ عليه فقال: ما لك؟ فقلتُ ذُهِبَ بكل شَيءٍ لي حتّى ما تُرِكَ عَلَيَّ قشرةٌ، وما الذي ترى عليّ إلا قِناعُ حَبَشيّةٍ. قال: فقال: انطلق، فانطلقت معه حتى انتهينا إلى باب الملك فقال: ائْذَنْ لحِزْبِ الله، قال آذِنهُ: إنه معَ أهلهِ، قال: قال فاستأذِنْ لي، فاسْتأْذَنَ لهُ فقال: إن عَمْرًا قد تابعني على ديني قال: كلا، قلت: بلى، قال: كلا قلت: بلى قال: فقال لإنسان: اذهب فإن كان قد فعل فلا يقولَنَّ لك شيئًا إلا كتبتَه، قال: فجاء، فقال: نعم. فجعل يكتب ما أقول حتى ما تركتُ شيئًا حتى القَدَحَ ولو شئتُ أن آخذ من أموالهم إِلَى مَالِي لفعلتُ *).

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني ربيعة بن عثمان، عن يَزيد بن رُومان. قال محمد بن عمر: وحدثني أَفْلَح بن سعيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن رُقَيْش، عن أبي بكر بن محمد بن عَمْرو بن حَزْم قالا: عَقَد رسولُ الله، - صلى الله عليه وسلم -، لعمرو بن العاص لواءً أبيض، وجعل معه رايةً سوداء وبعثه في ثلاثمائة من سَراةِ المهاجرين والأنصار إلى ذَاتِ السَّلَاسِل (٣)، فبعث إلى رسولِ الله، - صلى الله عليه وسلم -، رافعَ بن مَكِيث الجُهَنِيّ يستمده ويخبره أن لهم جَمْعًا كثيرًا من بَلِيٍّ وقُضَاعَة وغيرهم، فأمدَّه بأبي عُبَيْدَة بن الجَرّاح في مائتين من سَراةِ المسلمين فيهم أبو بكر وعُمَر، وعقد له لواءً وعهد إليه إِذَا قَدِمتَ على صاحبك فتطاوعا، فَقَدِمَ عليه فاختلفا في الصلاةِ، فقال عَمْرو: إنما قدمت عَلَيَّ مددًا لي، فطاوعَهُ أبو عُبَيدة لوصية رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - إياه، فكان عَمْرو يصلي بالناس كلهم ويتأَمَّرُ عليهم (٤).

قال: أخبرنا وَكِيع بن الجَرَّاح، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المُقْرِئ، قالا: حدثنا موسى بن عُلَيّ بن رَبَاح اللَّخْمِيّ، عن أبيه، قال: سمعت عَمْرو بن


(١) أي: اللباس.
(٢) القناع: ما تغطي به المرأة رأسها.
(٣) ذات السلاسل: وراء وادي القرى، وبينها وبين المدينة عشرة أيام (ابن سعد: الطبقات).
(٤) راجع الواقدي: المغازي، ص ٧٦٩ - ٧٧١.