أمرك، واصدُقِ اللِّقاءَ إذا لاقيتَ وَلَا تَجبُن، وتقدم في الغلول وعاقب عليه، وإذا وَعظْتَ أصحابَك فأَوْجز، وأصلح نفسَك تَصْلح لك رَعِيتُك في وصيةٍ طويلةٍ وعَهِدَ عهدهُ إليه يَعْمل به.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، أن أبا بكر قال لعمرو بن العاص: إِنِّي قد استعملتك على مَنْ مررت به من بَلِيّ وعُذرَةَ وسائر قُضاعَةَ ومن سَقَط هناك من العرب، فاندُبهم إلى الجهاد في سبيل الله، ورغِّبهم فيه، فمن تَبعك منهم فاحْمِلْهُ وزوِّده وَرَافق بينهم، واجعل كل قبيلة على جدتها ومنزلتها.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا أُسَامَة بن زَيْد، عن مُعَاذ بن عبد الله بن حُبَيْب، عن رجالٍ من قومه قال: بعث أبو بكر الصديق ثلاثة أمراء إلى الشام: عَمرو بن العاص، ويزيد بن أبي سفيان، وشُرَحْبِيل بن حَسَنَةَ، فكان عمرو هو الذي يصلّي بالناس إذا اجتمعوا وإِنْ تفرقّوا كان كل رجلٍ منهم على أصحابه. وكتب أبو بكر إلى خالد بن الوليد أن يَمُدَّ عَمْرو بن العاص، فكان خالد مَددًا لعَمرو، وكان أمر الناس إلى عَمْرِو بن العاص يوم أَجْنَادِين ويوم فِحْل وفي حصار دمشق حتى فُتِحَتْ.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التَّيْمِيّ، عن أبيه، قال: لما رأى عَمْرُو بنُ العاص كثرةَ الجُمُوع بالشام، كتب إلى أبي بكر يَذْكر أَمْرَ الروم وَمَا جَمَعُوا، ويَسْتَمدُّه فَشَاوَرَ أبو بكر مَنْ عِنْدَهُ من المسلمين، فقال عُمَرُ بن الخطاب، يا خليفةَ رسولِ الله، - صلى الله عليه وسلم -، اكْتُبْ إلى خالد بن الوليد يَسِيرُ بِمَنْ معه إلى عَمْرو بن العاص فيكون له مددًا ففعل أبو بكرٍ وكتب إلى خالد بن الوليد، فلما أتاه كتاب أبي بكر قال: هذا عَمَلُ عُمَرَ حَسَدَني عَلَى فتح العراق وأن يكون على يدي، فَأَحَبَّ أَنْ يَجْعَلني مَدَدًا لَعْمرو بن العاص وأصحابه فأكون كأحدهم، فإن كان فَتْحٌ شُرِكنا فيه أو أكون تحت يَدَي بعضهم، فإن كَانَ فَتْحٌ كَان ذِكْره له دوني.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الحميد بن عمران بن أبي