للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أنس، عن المطلب بن السائب بن أَبِي وَدَاعَة، قال: كتب أبو بكر الصديق إلى عمرو بن العاص: إِنّي كتبتُ إلى خالد بن الوليد يَسِير إليك مَدَدًا لك، فإذا قَدِمَ عليك فأَحْسِنْ مُصَاحَبَتَهُ وَلَا تَطَاوَلْ عليه ولا، تقطع الأمورَ دونه، لتقدُّمي إياك عليه وعلى غيره، شاوِرْهم ولا تُخالفهُم.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثني سعد بن راشد، عن عطية بن قيس، عن أبي العوَّام مؤذن بيت المقدس، قال: سمعتُ عَبْدَ الله بن عَمْرو بن العاص يُحدِّث في بيت المقدس يقول: شهدنا أَجْنَادِين ونحن يومئذٍ عشرون ألفًا، وعلى الناس يومئذٍ عَمْرو بن العاص، فهزمهم الله وتفرقوا، فَفَاءت فِئة إلى فِحْل في خلافة عمر بن الخطاب، فسار إليهم عمرو بن العاص في الناس فنفاهم عن فحْل.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه، قال: لما سار أُمَرَاء المسلمين إلى الشام فنزلوا بقرية يقال لها ثَادِن من قرى غزةَ مما يلي الحجاز، فلقيهم فيها بَطْريق من بطارقة الروم، فأرسل إليهم أن يُخْرِجوا إليهِ أَحَدَ القُوّاد ليكلِّمه، قال: فتواكلوا ذلك، وقال لعمرو بن العاص: أنت لذلك، فخرج إليه عمرو فلما انتهى إليه رحَّب به وأجلسه معه على سريره، ومَتّ إليه بقرابه العِيص بن إسحاق بن إبراهيم في إسماعيل بن إبراهيم، فكلّمه عَمْرو وَدعاهم إلى الدخول في الإسلام أو الجزية عن يدٍ وهم صاغرون، فأبَى، وضَنَّ بدينه فقال عمرو: قد أعذرت وَلَمْ يَبْقَ إلا السيف، فافترقا واقتتلوا فكانت بينهم معركة عظيمة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الله بن جعفر، عن عبد الحكيم بن صُهَيب، (* عن جعفر بن عبد الله بن أبي الحَكَم، قال: خرج عَمرو بن العاص إلى بَطْرِيق غَزَّة في نُفَير (١) من أصحابه، عليه قباءٌ عليه صدأ


(* - *) الخبر بسنده ونصه لدى ابن عساكر في تاريخه - اختصار ابن منظور ج ١٩ ص ٢٤٠ - ٢٤١.
(١) رواية ابن عساكر "في نفر".