للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: سمعت هلَالَ بنَ حصن قال: نزلت دَارَ أبي سعيد الخُدْرِيّ بالمدينة فضمّني وإياهُ المجلسُ فحدّث: أنه أصبح ذات يوم وليس عندهم طعام، وقد ربط حَجَرًا من الجوع قال: فقالت لي امرأتي: ائْتِ النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فَسَلْهُ فقد أتاه فلان فأعطاه وأتاه فلان، فقلت: لا، حتى لا أجد شيئًا، فطلبت فلم أجد شيئًا. فأتيت النبيَّ، - صلى الله عليه وسلم -، وهو يخطب، فأدركت من قوله: من يستغنِ يُغنِهُ الله، ومَنْ يَسْتَعْفِف يُعِفُّهُ الله، ومَن يسألنا إِمّا أَنْ نَبذُلَ له أو نُوَاسِيه، ومن استغنى عنّا أحبُّ إلينا ممّن سألنا. قال: فما سألتُ أحدًا بعدهُ، وما زال الله يرزقنا حتى ما أعلم أهل بيتٍ من الأنصار أكثر أَموالًا مِنَّا.

قال: أخبرنا عبد الوهَّاب بن عطاء، قال: أخبرنا هشام بن أبي عبد الله، عن قَتَادَة، عن هلالِ بن حِصن - أخِي بَني مُرّةَ بن عُبَاد (١) - عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، قال: أَعْوَذْنا مَرَّةً فقال لي أهلي: لو أتيتَ رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، فسألتَهُ؟ فانطلقت فكان أوّل ما واجَهَني بهِ أنه قال: من استغنى أغناهُ الله، ومن استعفَّ أعفَّهُ اللهُ، مَنْ سألنا لم نَدَّخِر عنه شيئًا نجدهُ. قال قلت لنفسي: أَلَا أستغني فَيُغنِينِي اللهُ وأستعِفُّ فَيُعِفّني اللهُ؟ قال: فما رجعت إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أسألُهُ شيئًا من فاقةٍ، فأقبلت علينا الدنيا فَفَرَّقتنا إِلَّا مَنْ عَصَم الله.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدّثنا عُبَيْد الله بن عَمْرو عن ابن عَقِيل، عن حمزة بن أَبِي سعيد الخُدْرِيّ، عن أبيه قال: أصابتني حاجةٌ شديدةٌ فجئتُ رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، أَبُثُّهُ مَا بي من الحاجةِ وأسأله ممّا في يديهِ، فوجدتهُ في المسجد يقصُّ على الناس فسمعتُه يقول: من استعفّ يعفّهُ الله، ومن يَسْتَغْن يُغْنِه الله. قلتُ: ما قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، هذا القول إلّا مِنْ أَجْلي، فرجعتُ ولم أسألهُ، حتى إذا احْتَجْتُ جِدًّا جِئتُ رسولَ الله، - صلى الله عليه وسلم -، أبثُهُ الذي بي وأسأله مِمّا في يديهِ، فوجدتهُ في المسجد، فلما رآني قال: مَنْ يَسْتَعِف يعفّهُ الله، ومن يَسْتَغْن يُغْنِه الله، فقلت: لأرجعنَّ ولا أكلمهُ، فرجعتُ فأتاح الله لي رزقًا ما كنت أَحْتَسِبُهُ.


(١) انظره لدى البخاري في التاريخ الكبير ج ٨ ص ٢٠٤.