للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أَمَّا أول أشراط الساعة فنارٌ تَخْرُجُ من المشرق، فَتَحْشُر الناسَ إلى المغرب. وأمّا أول ما يأكل أهلُ الجنة، فَزِيَادَة كَبِدِ الحوت، وأما ما ينزع الولد إلى أبيه وينزع الولد إلى أمّه، فإذا سبق ماءُ الرجل ماءَ المرأة نزع إلى أبيه. وإذا سبق ماءُ المرأة ماءَ الرجل نزع إلى أمه. قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله. ثم قال: يا رسول الله إنّ اليهودَ - قال يزيد، والأَنصاري - قَوْمٌ بهتة. وقال عبد الله بن بكر: قومٌ بُهْتٌ. وإِنهم إنْ يعلموا بإسلامي قبل أن تسألهم عنّي بَهتوني، فأخبَأني لهم ثم سَلْهم عني قبل أن يعلموا بإسلامي، أَيّ رجلٌ أنا فيهم.

فجاء نفرٌ من اليهود فسألهم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أَيُّ رجلٍ عبد الله فيكم فقالوا خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا. قال: أرأيتم إن أسلم عَبدُ الله بن سَلَام؟ قالوا: مَعَاذَ الله من ذلك. ثم أعاد عليهم فقال: أرأيتم إن أسلم عبدُ الله بن سَلَام؟ قالوا: أَعَاذَه الله مِن ذلك. قال: فخرج عليهم عبدُ الله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. فقالوا: شَرُّنا وابنُ شَرّنا ونحو ذلك. قال يقول عبد الله: يا رسول الله هذا الذي كنتُ أخاف (١).

قال: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا جُوَيْبِر، عن الضَّحّاك في قوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ} [سورة الأحقاف: ١٠] قال: جاء عبد الله بن سَلَام إلى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إنّ اليهودَ أَعظمُ قومٍ عَضِيهَةً (٢) فَسَلْهم عنّي، وخذ عليهم ميثاقًا: إني [إن] اتبعتك وآمنت بكتابك أن يؤمنوا بك وبكتابك الذي أُنزل عليك، واخْبَأْني يا رسول الله قبل أن يدخلوا عليك، فأرسل إلى اليهود فقال: ما تعلمون عبدَ الله بن سَلَام فيكم؟ قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وأعلمنا بكتاب الله سيدُنا وعالمُنا وأفضلنا. قال: أرأيتم إن شهد أني رسول الله وآمن بالكتاب الذي أنزل عَلَيَّ تؤمنون بي؟ قالوا: نعم. فدعاه فخرج عليهم عبد الله، فقال:


(١) أخرجه البخاري ج ٥ ص ٨٨ - ٨٩ في مناقب الأنصار.
(٢) العضيهة: الإفك والبهتان والنميمة.