للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد الزُّهرى عن أبيه عن صالح بن كَيْسان عن ابن شِهَاب قال: حدّثني عُرْوَة بن الزُّبَير، أن المِسْوَر بن مَخْرَمة أخبره أنه: قدم وافدًا على معاوية أمير المؤمنين فقضى حاجته، ثمّ دعاه فقال: يَا مِسْوَر! ما فعل طَعْنُك على الأَئِمَّة (١)؟ قال المِسْوَر: دَعْنَا مِن هذا وأحسِن فيما قدمنا له. قال معاوية: لا أدعك حتَّى تكلم بذات نفسك والذى تعيبُ عَلَيَّ. قال المِسْوَر: فلم أدع شيئًا أعيبه عليه إِلَّا بَيَّنتْه. فقال معاوية: لا أبرأ مِن الذنب فهل تَعُدُّ لنا يا مِسْوَر ممّا نلى مِن الإصلاح في أمر النَّاس شيئًا؟ فإن الحسنة بعشر أمثالها، أم تعد الذنوب وتترك الإحسان! قال المِسْور: لا والله ما نذكر إِلَّا ما نرى مِن هذه الذنوب قال معاوية: فإنا نعترف بكل ذنب أذنبناه فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أنْ تهلكك إن لم يغفرها الله لك! قال المِسْوَر: نعم. قال معاوية: فما يجعلك بأحقّ برجاء المغفرة منى؟! فوالله لما ألي مِن الإصلاح أكثر مما تَلِى، ولكنى والله لا أخيّر بين أمرين بين (٢) الله وغيره إِلَّا اخترتُ الله على ما سواه، وإنِّي لَعَلَى دين يُقْبَلُ فيه العمل وَيُجْزَى فيه بالحسنات ويُجْزَى فيه بالذنوب إِلَّا أن يعفو الله عنها، وإنى لأَحْتَسِبُ كلَّ حَسنةٍ عملتها بأضعافها مِن الأجر، وإنى لألي أمُورًا عِظَامًا لا أحصيها، ولا يحصيها مَن عمل لله بها في الدنيا: إقامة الصلوات للمسلمين، والجهاد في سبيل الله، والحكم بما أنزل الله. والأمور التي لستُ أحصيها وإن عددتها فتكفر في ذلك. قال المِسْور: فعرفت أن معاوية قد خَصَمنى حين ذكر ما قال. [قال عروة] فلم أسمع المِسْوَر بعد يذكر معاويةَ إِلَّا صَلّى عليه (٣).

قال: أخبرنا عَمرو بن عاصم الكِلَابِيّ قال: حدّثنا نافع بن عمر عن عبد الله بن أَبِي مُلَيْكَة قال: أُتى ابن عبّاس، فقيل له: هل لك في أمير المؤمنين معاوية؟ أوتر قبل بركعة. فقال: أحسن، إنه فقيه.


(١) قرأها محقق ط "الأمة" وصواب القراءة من النص، وانظر لذلك: ابن عبد البر في الاستيعاب ج ٣ ص ١٤٢٢ والذهبى في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٥١.
(٢) قرأها محقق ط: "من" وصواب القراءة من النص، وانظر لذلك: ابن عبد البر في الاستيعاب ج ٣ ص ١٤٢٢، وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٥١.
(٣) الخبر لدى الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٥١، وما بين الحاصرتين منه.