للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أصحابه، فخرج عليه الخوارج مِن أصحابه ومَن كان معه وأنكروا تَحْكِيمَه وقالوا: لَا حُكْمَ إِلَّا لله. ورجع معاوية إلى الشام بالألفة واجتماع الكلمة عليه (١).

ووافى الحَكَمان بعد الحول بأذْرُح، في شعبان سنة ثمانٍ وثلاثين، واجتمع النَّاس إليهما، فكان بينهما كلام، اجتمعا عليه في السر ثمّ خالفه عَمرو بن العاص في العلانية، فَقَدّم أبا موسى فتكلم وخلع عليًّا ومعاوية، ثمّ تكلم عَمرو بن العاص فخلع عليًّا وأقر معاوية، فتفرق الحكمان ومَن كان اجتمع إليهما، وبايع أهل الشام معاوية بالخلافة في ذى القعدة سنة ثمان وثلاثين (٢).

وبعث معاوية على الحج -سنة تسع وثلاثين- يزيدَ بن شَجَرَة الرَّهَاوِيّ، وبعث علي بن أبي طالب في هذه السنة على الموسم عُبَيْدَ الله بن العبَّاس، فاجتمعا بمكّة وسأل كل واحد منهما صاحبه أن يسلم إليه، فأبيا جميعًا واصطلحا على أن يصلى بالناس ويحج بهم تلك السنة شَيْبةُ بن عثمان العَبْدَرِيّ، فحج بالناس تلك السنة (٣).

وكان معاوية يبعث الغارات فيقتلون مَنْ كان في طاعة عليّ، وَمَن أعان على قتل عثمان، فبعث بُسْرَ بن أَرْطَاة العامرى إلى المدينة ومكّة واليمن يستعرض النَّاس، فقتل باليمن عبد الرحمن وقُثم ابنى عُبيد الله بن العبَّاس (٤).

ثمّ قُتل عليّ بن أبي طالب عليه السلام في شهر رمضان سنة أربعين، فحج بالناس تلك السنة المُغِيرَةُ بن شُعْبَة بكتاب افتعله من معاوية بن أبي سفيان، وصالح الحسنُ بن علي معاوية بن أبي سفيان، وسلّم له الأمر، وبايعه النَّاس جميعًا فسمى عام الجماعة (٥).

واستعمل معاويةُ المغيرةَ بن شعبة تلك السنة على الكوفة على صلاتها وحربها، واستعمل عَلَى الخراج عبدَ الله بن دَرَّاج (٦) مولاه، واستعمل على


(١) الذهبي: سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٣٧.
(٢) مختصر تاريخ دمشق ج ٢٥ ص ٢٢.
(٣) نفس المصدر.
(٤) الذهبي: سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ١٣٧.
(٥) مختصر ابن منظور ج ٢٥ ص ٢٢.
(٦) في الأصل "عبد الله بن رزاح" وقد اتبعت ما ورد بتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٢١٨، وتاريخ بن عساكر كما في مختصر ابن منظور ج ٢٥ ص ٢٢.