للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عفان إلى إِفريقية، فخرج بالناس حتى نزل بقربها، فصالحه بطريقُها (١) على صلح يخرجه له، فقبل ذلك منه (٢).

فلما ولى معاوية بن أبي سفيان وجه عقبة بن نافع بن عبد قيس الفهرى إلى إِفريقية غازيًا في عشرة آلاف من المسلمين، فافتتحها واختط قَيْروانها، وقد كان موضعه غَيْضة لا تُرام من السباع والحيات وغير ذلك من الدواب، فدعا الله عليها، فلم يبقَ منها شئ مما كان فيها من السباع وغير ذلك إلا خَرج منها هاربًا بإذن الله، حتى إِن كانت السباع وغيرها لَتَحمل أولادها (٣).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا موسى بن عُلَيّ بن رَبَاح عن أبيه قال: نادى عقبة بن نافع: إنا نازلون فاظعنوا. قال: فرئين يخرجن من جِحَرَتِهِنّ (٤) هوارب.

قال محمد بن عمر: فقلت لموسى بن علي: إِنه يقال إِن بإفريقية عقارب تقتل. قال: بناحية منها، قَلَّمَا لدغت إنسانًا إلا خيف عليه منها، وربما عافاه الله. قلتُ لموسى: أرأيت بناء إِفريقية اليوم؟ هذا الواصل المجتمع، مَنْ أَوَّل مَنْ بناه حتى بنى إليه؟. قال: أول من ابتنى بها عقبة بن نافع وَمَنْ كان معه الدورَ والمساكنَ وأقام بها (٥).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني مُفَضّل بن فَضَالَة المعافرى عن يَزيد بن أَبِى حَبِيب ويكنى أَبَا رَجَاء مولى بنى عامر بن لُؤَيّ قال: حدّثني رجل من جند مصر قال: قدمنا مع عقبة بن نافع إِفريقية، وهو أول الناس اختطها وَقطَّعها


(١) البطريق: القائد من قواد الروم تحت يده عشرة آلاف رجل.
(٢) مختصر ابن عساكر ج ١٧ ص ١٠٨.
(٣) مختصر ابن عساكر ج ١٧ ص ١٠٨ وقد أورده بلفظه كما هنا.
(٤) كذا في الأصل وتحت الحرف الثاني وهو حاء الكلمة (ح) علامة الإهمال للتأكيد. ومثله في مختصر ابن عساكر ج ١٧ ص ١٠٩ وقد أورده بلفظه كما هنا. وقرأها محقق ط "حجرتهن" بالحاء المهملة أول الحروف ثم جيم معجمة وهو خطأ. وجِحَرَتِهنّ: جمع جُحْر وهو كل شئ تحتفره الهوام والسباع لأنفسها.
(٥) مختصر ابن عساكر ج ١٧ ص ١٠٩.