للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فنزلها، ودفع في الخمر يشربها، ولبس المعصفر المصقول، فكان أول مَن ضُرِبَ في الخمر بالشام، وأول من لبس المعصفرات بالشام، وليس بينهم في ذلك اختلاف، وله بقية وعقب بالشام، وقد روى الوليد بن مسلم عن وحشى بن حرب بن وحشى أحاديث عن أبيه عن جده.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عَبْد (١) الله بن جعفر عن ابن أَبِي عَون عن الزُّهْرِيّ عن عُرْوة قال: حدّثنا عُبيد الله بن عَدى بن الخِيار قال: غزونا الشام في زمن عثمان بن عفان، فمررنا بحِمْص بعد العصر، فقلنا: وَحْشيّ! فقالوا: لا تقدرون عليه، هو الآن يشرب الخمر حتى يُصبح، فبتنا من أجله وإنا لَثمانون رجلًا، فلما صلينا الصبح جئنا إلى منزله، فإذا شيخٌ كبير قد طُرحت له زِرْبِيّة (٢) قَدْرَ مجلسه، فقلنا [له] أَخْبِرنا عن قتل حمزة وَقَتْل مُسَيْلِمَة فكره ذلك وأعرض عنه، فقلنا [له] ما بتنا هذه الليلة إلا من أجلك.

قال: إنى كنتُ عبدًا لمُطْعِم بن عَدِيّ، فورثنى جُبَيْر بن مُطْعِم، فلما خرج الناس إلى أُحُد دعانى فقال: قد رأيتَ مقتل طُعَيمة بن عَدِيّ، قتله حمزة يوم بدر، فلم تزل نساؤُنا في حُزْنٍ شديد إلى يومى هذا، فإن قتلتَ حمزةَ فأنت حُرٌّ. قال: فخرجتُ مع الناس، ولى مَزَارِيقُ (٣)، وكنت أَمُرُّ بهِند بنت عتبة فتقول: إِيه أبا دَسْمَة أشْفِ واشْتَفِ! فلما وردنا أُحُدًا، نظرت إلى حمزة يَقْدُم الناس يَهُذُّهم هَذًّا (٤)، فرآنى وأنا قد كمنت [له] تحت شجرة، فأقبل نحوى، ويعترض له سِباع الخُزَاعِيّ فأقبل إليه فقال: وأنت أيضًا يا بن مُقَطِّعَة البُظُور ممن يُكثر علينا، هَلُمَّ إِلَيَّ!


(١) كذا في الأصل ومثله في التقريب برقم ٣٢٥٢، وأيضا الواقدي الذي ينقل عنه المصنف. وقرأها محقق ط "عبيد الله" وهو تحريف.
(٢) الزربية: البساط.
(٣) مزاريق: جمع مزراق، وهو رمح قصير.
(٤) كذا في الأصل بالذال المعجمة ولدى الواقدي ج ١ ص ٢٨٧، الذي ينقل عنه المصنف "يهدهم هدا" بالدال المهملة. من رواه بالذال المعجمة فمعناه يسرع في قطع لحوم الناس بسيفه، ومن رواه بالدال المهملة فمعناه يرديهم ويهلكهم (شرح أبى ذر ص ٢٢٠).