للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأنصاري ثم أحد بنى سلمة، فكان يقول بعد أن أسلم: أكرم الله بحربتى حمزةَ وطفيلًا ولم يهنى بأيديهما يعني يقتلانى مشركًا.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة عن حُسَين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس عن عِكْرِمَة عن ابن عباس قال: أمر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم فتح مكة بقتل وَحْشِيٍّ مع النفر الذين أمر بقتلهم، ولم يكن المسلمون على أحد أحرص منهم عَلَى وَحْشِيّ، فهرب وحشى إلى الطائف، فلم يزل بها مُقِيمًا حتى قدم في وفد الطائف على رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فدخل عليه فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله فقال: وحشى؟!، قال: نعم، قال: اجلسْ، حَدِّثنى كيف قتلتَ حمزة. فأخبره، فقال له رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: غَيِّبْ عَنِّي وجهَك. قال وحشى: فكنت إذا رأيته تواريت عنه، ثم خرج الناس إلى مُسَيْلِمَةَ (١) فخرجت معهم، فدفعت إليه فَزَرقته (٢) بالحَرْبَة، وضربه رجل من الأنصار، فربُّك أعلم أَيّنا قتله (٣)، إلا أنى سمعتُ امرأة من فوق الدير تقول: قتله العبد الحبشى.

قال: وقال غير محمد بن عمر: فكانَ وَحْشِيّ يقول: قتلتُ خير الناس، وقتلتُ شر الناس يعني حمزة بن عبد المطلب ومُسَيْلِمَة الكذاب.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: سمعتُ امرأة تقول على الدير: قتله العبد الحبشى (٤).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني عائذ بن يحيى عن أبي الحويرث قال: ما رأيت أحدًا يشك أن عبد الله بن زيد ضربه وزرقه وحشى فقتلاه جميعًا.

قال محمد بن عمر: ثم إن وحشيًّا بعد ذلك خرج إلى الشام حين خرج المسلمون، فلم يزل معهم في تلك المواضع والمشاهد حتى فتحت حمص


(١) أي في حروب الرِّدّة.
(٢) زرقه به: رماه.
(٣) انظره لدى الواقدي في المغازي ج ٢ ص ٨٦٢، ٨٦٣.
(٤) ابن هشام: السيرة ج ٣ ص ٧٣.