للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحدٌ أحرى أن يقدر على ما قِبلَ زياد منك. فأرسل الأشعث إلى زياد: أَنزل فأكلِّمك وأنا آمن؟ قال زياد: نعم. فنزل الأشعث من النُّجَيْر فخلا بزياد فقال: يابن عم قد كان هذا الأمر ولم يُبَارك لنا فيه، ولى قرابةٌ ورَحم، وإن وكَلتني إلى صاحبك قتلني - يعني المهاجر بن أَبِي أُمَيَّة - إن أبا بكر يكرهُ قتل مثلي، وقد جاءك كتاب أبي بكر ينهاك عن قتل الملوك من كِندة، فأنا أحدهم، وإنما أطلب منك الأمان عَلَيَّ (١).

فقال زياد: لا أُوَمّنَك أبدًا على دمك، وأَنت كنت رأس الرِّدَّة، والذي نقض علينا كِندة: فقال: أيها الرجل، دع عنك ما مضى واسْتَقْبِل الأمورَ، إذا أَقْبَلَت عليك، فتؤمني على دمي وأهلي ومالي حتى أقدم على أبي بكر فيرى فِيَّ رأيه. فقال زياد: وماذا؟ قال: وافتح لك النُّجَيْر، فأَمنه زياد على أهله ودمه وماله وعلى أن يقدم به على أَبِي بكر فيرى فيه رأيه ويفتح له النُّجَيْر (٢). قال محمد بن عمر: وهذا أثبت عند أصحابنا من غيره (٣).

وقد حدّثني صَدَقة بن عُتبة بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن جَدّه أَبِي مُعَتِّب قال: كنت فيمن حضر أهل النُّجَير، فصالح الأشعث زياد على أن يؤمن من أهل النُّجَير سبعين رجلًا ونزل معهم الأشعث فكانوا أحدًا وسبعين، فقال له زياد: أقتلك، لم يكن لك أمان. فقال الأشعث: تؤمني على أن أقدم على أبي بكر فيرى فيّ رأيه. فأمّنه على ذلك (٤).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني الزبير بن موسى بن عبد الله بن أبي أمية عن عمه مصعب بن عبد الله بن أبي أمية قال: أَمَّن زياد بن لبيد الأشعث بن قيس على أن يبعث به وبأهله وماله إلى أبي بكر فيحكم فيه بما يرى، وفتح له النُّجَيْر فأخرجوا المقاتلة وهم كثير، فَعَمَدَ زياد إلى أشْرافهم سبعمائة رجل فضرب أعناقهم على دم واحد، وَلَامَ القومُ الأشعثَ فقالوا لزياد: غَدَرَ بنا الأشعث فأخذ


(١) مختصر ابن عساكر ج ٤ ص ٤١٣ من رواية ابن سعد.
(٢) مختصر تاريخ دمشق ج ٤ ص ٤١٣ من رواية ابن سعد.
(٣) مختصر تاريخ دمشق ج ٤ ص ٤١٤.
(٤) مختصر ابن عساكر ج ٤ ص ٤١٤ من رواية ابن سعد.