للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأمان لنفسه وماله وأهله ولم يأخذه لنا جميعًا، فنزلنا ونحن آمنون فقتلنا. فقال زياد: ما آمنتكم، قالوا: قد صدقت، خدعنا الأشعث (١).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حَبِيبَة عن داود بن الحُصَين قال: بعث زياد بن لبيد بالسَّبْي مع نَهِيك بن أَوْس بن خَزَمة الأَشْهَلي إلى أبي بكر، وبعث معه بثمانين من بني قتيرة، وبعث بالأشعث معهم في وَثَاق.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني خالد بن القاسم عن أبيه عن عبد الرحمن بن الحُويْرِث بن نُفَيد قال: رأيت الأشعث بن قيس يوم قدم به المدينة في حديد مجموعة يداه إلى عنقه، بعث به زياد بن لبيد والمهاجر بن أبي أمية إلى أبي بكر، وكتب إليه إنَّا لم نُؤَمنه إلّا على حكمك، وقد بعثنا به في وَثَاق وأهله وماله الذي خف حمله فترى في ذلك (٢) رأيك.

قال: ونزل نَهِيك بن أَوْس بالسَّبْي في دار رَمْلَة بنت الحَدَث، ومعهم الأشعث بن قيس فجعل يقول: يا خليفة رسول الله، ما كفرتُ بعد إسلامي ولكني شَحَحْت على مالي. فقال أبو بكر: ألستَ الذي تقول قد رجعت العرب إلى ما كانت تعبد الآباء، وأبو بكر يبعث إلينا الجيوش ونحن أقصى العرب دارًا، فردّ عليه مَنْ هو خيرٌ منك فقال لك: لا يدعك عامله ترجع إلى الكفر فقلتَ: مَنْ؟ فقال: زياد بن لبيد، فتضاحكتَ، فكيف وجدتَ زيادًا أأذكرت به أمه؟ فقال الأشعث: نعم، كلَّ الإذكار (٣).

ثم قال الأشعث: أيها الرجل أطلق أسارى واستبقني لحربك، وزوِّجني أختَك أمَّ فَرْوة بنت أبي قحافة، فإني قد تبتُ مما صنعتُ، ورجعتُ إلى ما خرجتُ منه من منعي الصدقة (٤)، فزوَّجه أبو بكر أُمَّ فروة بنت أَبِي قُحافة،


(١) مختصر تاريخ ابن عساكر ج ٤ ص ٤١٤.
(٢) مختصر تاريخ ابن عساكر ج ٤ ص ٤١٤ بسنده ونصه كما هنا.
(٣) مختصر تاريخ ابن عساكر ج ٤ ص ٤١٤.
(٤) كذا في حاشية الأصل وفوقها كلمة "صح" ومثله لدى ابن عساكر من رواية المصنف ج ٤ ص ٤١٤ وفي المتن "الزكاة" ومثله في ط.