للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فكان بالمدينة مقيمًا حتى كانت ولاية عمر بن الخطاب وندبَ الناسَ إلى فتح العراق، فخرج الأشعث بن قيس مع سعد بن أَبِي وَقّاص وشهد القادِسيّة والمدائن وجَلُولاء وَنَهَاوَنْد، واخْتَطَّ بالكوفة حين اختطها المسلمون، وبنى بها دارًا في كِندة ونزلها إلى أن مات بها، وولده بها إلى اليوم (١).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: تلك السنة التي قدم الأشعث فيها على أبي بكر اشتراني عمر بن الخطاب، وهي سنة اثنتي عشرة، فأنا أنظر إلى الأشعث بن قيس في الحديد يكلم أبا بكر، وأبو بكر يقول: فعلتَ وفعلتَ حتى كان آخر ذلك أسمعُ الأشعث بن قيس يقول: استبقني لحربك وزوِّجْني أختك، ففعل أبو بكر - رضي الله عنه - وزوَّجه أخته أم فروة.

قال محمد بن سعد: أخبرت عن أَبِي اليمان الحمصي عن صفوان بن عمرو عن أبي الصلت سُليم الحضرمي قال: شهدت صفين ورأيت الأشعث بن قيس الكندي وإذا هو رجل أصلع ليس في رأسه إلا شعيرات وهو يقول: أين معاوية؟ فقيل هو ذا هو فقال: الله الله يا معاوية في أمة محمد، هَبوا أنكم قد قتلتم أهل العراق، فمن للثغور والذَّراري؟ فإن الله تعالى يقول: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا} إلى آخر الآية [سورة الحجرات: ٩]، فلم يلبثوا بعد ذلك إلا قليلًا حتى كان الصلح بينهم، وانصرف معاوية بأهل الشام إلى الشام، وعليٌّ بأهل العراق إلى العراق (٢).

قال: وقال غير أبي اليمان: وشهد الأشعث بن قيس تحكيم الحَكَمَيْن فأراد علي أن يحكم عبد الله بن عباس مع عمرو بن العاص، فَأَبَى الأشعثُ بن قيس وقال: والله لا يحكم فيها مُضَرِيان أبدًا حتى يكون أحدهما يماني. فحكم عليّ أبا موسى الأشعري، وكان الأشعث بن قيس أحد شهود كتاب الحكومة.

قال: أخبرنا الفَضْل بن دُكَين قال: حدثنا محمد بن إسماعيل [عن أبي


(١) مختصر تاريخ ابن عساكر ج ٤ ص ٤١٤ - ٤١٥.
(٢) مختصر ابن عساكر ج ٤ ص ٤١٥ - ٤١٦.