ومائتين، ودفن فى مقبرة باب الشأم وهو ابن اثنتين وستين سنة. وهو الذى ألّف هذا الكتاب كتاب الطبقات، واستخرجه وصنّفه ورُوِى عنه، وكان كثير العلم كثير الحديث والرواية كثير الكتب. كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه".
ولدى المزى ج ٢٥ ص ٢٥٨: "وقال الحسين بن فهم: محمد بن سعد صاحب الواقدى وهو مولى الحُسين بن عبد الله بن عُبيد الله بن العباس بن عبد المطلب توفى ببغداد يوم الأحد لأربع خَلَوْن من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين، ودفن فى مقبرة باب الشام وهو ابن اثنتين وستين سنة وكان كثير العلم، كثير الحديث والرواية، كثير الكتب، كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه.
وهذه الترجمة هى الوحيدة التى تنسب لتلميذه الحسين بن فهم كاملة. أما قول محقق تهذيب الكمال ج ٢٥ ص ٢٥٨ حاشية (١)"الحسين بن فهم هو راوية كتابه "الطبقات" وله فى المطبوع زيادات على الكتاب لم يتنبه إليها الناشرون فجعلوها من الكتاب، ومنها تراجم لأناس ماتوا بعده، بل ترجمته هو".
فهذا القول على إطلاقه هكذا لا يستقيم، لأنه سيترتب عليه حذف كثير من التراجم هى لابن سعد ومن كتاباته ولكن إضافاتها كانت من عمل تلميذه الحسين ابن فهم بعد وفاة ابن سعد.
ومهما يكن من أمر فينبغى أن نفهم أن السبب فى ذلك أن ابن سعد كان يفعل ذلك عن عمد حتى يمكنه أثناء دراساته وعند تخطيطه لعمله الضخم أن يضيف ما يجده مناسبًا تحت اسم كلٍّ، ولكن الموت لم يمهله للقيام بذلك فقد مات سنة ٢٣٠ هـ.
وبعد موته قام مؤلف وهو على الأرجح ابن فهم -كما أفادته التراجم الماضية- المتوفى سنة ٢٨٩ هـ، بكتابة ملحوظة عنه هو نفسه، كما أضاف بعض الملحوظات عن رجال آخرين فى السنوات الثمانية التالية لموته.
* * *
وكتاب الطبقات الكبير الذى نقدم له اليوم، عنوانه كما جاء فى طرة النسخ التى وصل إلينا "كتاب الطبقات الكَبِير" وهذه التسمية أثبتت هكذا على أجزاء