ممن قد علمتم. قال: فأذن لهم ذات يوم وأذن لي معهم. قال: فسألهم عن هذه السُورَة: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}[سورة النصر: ١] فقالوا: أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - إذا فتح عليه أن يستغفر وأن يتوب إليه. فقال لي: ما هو يابن عباس؟ قال: قلت ليس كذاك، ولكنه أخبر نبيه - صلى الله عليه وسلم - بحضور أجله. فقال:{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}[سورة النصر: ١] وَالْفَتْح فتح مكة {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}[سورة النصر: ٢] أي فذاك موتك. {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}[سورة النصر: ٣] فقال لهم عمر: كيف تلوموني عليه بعد ما ترون.
قال: أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق، قال: حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سعيد بن جُبَير، قال: كان أناس من المهاجرين قد وجدوا على عمر في إدنائه ابن عباس دونهم، قال: وكان يسأله. فقال عمر: أَمَا إِنّي سَأُرِيكم منه اليوم ما تعرفون فَضْلَه، فسألهم عن هذه السورة: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [سورة النصر: ١ و ٢] قال: فقال بعضهم: أمر الله بنبيه - صلى الله عليه وسلم - إذا رَأَى الناسَ يدخلون في دين الله أفواجًا أن يحمده ويستغفره. قال: فقال عمر: يابن عباس أَلَا تكلّم؟ قال فقال: أعلمه متى يموت.
قال: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [سورة النصر: ١ و ٢] فهي آتيك من الموت {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}[سورة النصر: ٣].
قال: ثم سألهم عن ليلة القدر فأكثروا فيها. فقال بعضهم: كنّا نرى أَنها في العشر الوسط، ثم بلغنا أنها في العشر الأواخر، قال: فأكثروا فيها، فقال بعضهم: ليلة إحدى وعشرين. وقال بعضهم. ثلاث وعشرين. وقال بعضهم: سبع وعشرين. فقال عمر لابن عباس: أَلَا تكلّم؟ قال: والله أعلم. قال: قد نعلم أن الله أعلم، إنما نسألك عن علمك، فقال ابن عباس: الله وتْر يحب الوتْر، خلق من خلقه سبع سماوات فاستوى عليهن وخلق الأرض سبعًا، وخلق عدة الأيام سبعًا وجعل طوافًا بالبيت سبعًا، ورمى الجمار سبعًا، وبين الصفا والمروة سبعًا، وخلق الإنسان من سبع، وجعل رزقه من سبع [قال](١) فقال