للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

القبلة إلى مؤخره مائةَ ذراع، وفي هذين الجانبين مثل ذلك فهو مربع، ويقال: كان أقلّ من المائة، وجعلوا الأساس قريبًا من ثلاثة أذرع على الأرض بالحجارة ثمّ بَنوه باللّبِن، وبنى رسول الله، - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وجعل ينقل معهم الحجارة بنفسه ويقول:

اللهُمّ لا عَيشَ إلّا عَيشُ الآخرَهْ … فَاغْفِرْ للأنْصَارِ وَالمُهَاجِرَهْ *)

وجعل يقول:

هَذَا الحِمَال لا حِمَالَ خَيبرْ … هَذَا أبَرُّ، رَبَّنَا، وَأطْهَرْ

وجعل قبلته إلى بيت المقدس، وجعل له ثلاثة أبواب: بابًا في مؤخره، وبابًا يقال له باب الرحمة، وهو الباب الذي يدعى باب عاتكة، والباب الثالث الذي يدخل فيه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وهو الباب الذي يلي آل عثمان، وجعل طول الجدار بَسْطَةً، وعُمُده الجُذوع، وسقفَه جريدًا، فقيل له: ألا تُسَقفه؟ فقال: عَرِيشٌ كَعَرِيشِ مُوسى خُشَيْبَاتٌ وَثُمَامٌ، الشّأن أعْجَلُ مِنْ ذَلِكَ، وبنى بيوتًا إلى جنبه باللّبِن وسقّفها بجذوع النخل والجريد، فلمّا فرغ من البناء بَنَى بعائشة في البيت الذي بابه شارع إلى المسجد (١)، وجعل سَوْدَةَ بنتَ زَمْعَةَ في البيت الآخر الذي يليه إلى الباب الذي يلي آل عثمان.


(١) ل: "فلما فرغ من البناء بنى لعائشة في البيت الذي يليه شارع إلى المسجد" والمثبت رواية م. أما النويري في نهاية الأرب المخطوط وهو ينقل عن ابن سعد "فلما فرغ من البناء بنى بعائشة على ما نذكره إن شاء الله تعالى" ثم جاء في ج ١٨ ص ١٧٤ في ترجمة عائشة فذكره فقال "تزوجها رسول الله بمكة في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين، وهي بنت ست أو سبع. وبنى بها بالمدينة على رأس سبعة أشهر من الهجرة وهي ابنة تسع سنين" وقد أورده ابن سعد بشيء من التفصيل - في ترجمته لعائشة - عن الواقدي عن أبي الرجال عن أبيه عن أمه عمرة قالت: سمعت عائشة تقول: "تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال سنة عشر من النبوة قبل الهجرة لثلاث سنين وأنا ابنة ست سنين، وهاجر رسول الله فقدم المدينة يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول، وأعرس بي في شوال على رأس ثمانية أشهر من المهاجَر، وكنت يوم دخل بي ابنة تسع سنين".
وعن عائشة أيضًا أنها سئلت: "متى بنى بك رسول الله؟ فقالت لما هاجر رسول الله إلى المدينة خلفنا وخلف بناته، فلما قدم المدينة بعث إلينا زيد بن حارثة. . . وكتب إلى عبد الله بن أبي بكر يأمره أن يحمل أهله أنا وأختي أسماء امرأة الزبير. . . ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع عيال أبي بكر، ونزل آل رسول الله ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومئذ يبني المسجد وأبياتا حول المسجد فأنزل فيها أهله. ومكثنا أياما في منزل أبي بكر، ثم قال أبو بكر: يا رسول الله، ما يمنعك من أن تبني بأهلك؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: =