للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا علي بن محمد، عن سليمان بن أيوب، عن الأسود بن قيس العبدي، قال: لقى الحسن بن علي يومًا حَبِيب بن مَسْلَمة فقال له: يا حبيب رب مسير لك في غير طاعة الله، فقال: أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك قال: بَلَى ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك، ولو كنت إذ فعلت شرًا قلت خيرًا كان ذاك كما قال الله تبارك وتعالى: {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} [سورة التوبة: ١٠٢] ولكنك كما قال جل ثناؤه: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [سورة المطففين: ١٤].

قال: أخبرنا علي بن محمد، عن خَلَّاد بن عُبَيدة، عن علي بن زيد بن جُدْعَان، قال: حجّ الحسن بن عليّ خمسَ عشرةَ حجّة ماشيًا وإنّ النجائب لتُقاد معه، وخرج من ماله لله مرتين، وقاسم الله ماله ثلاث مرات (١)، حتى إنْ كان ليعطي نعلًا ويمسك نعلًا ويعطي خُفًّا ويمسك خُفًّا.

قال: أخبرنا علي بن محمد، عن حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن عروة، أن أبا بكر - رضي الله عنه - خطب يومًا فجاء الحسن فصعد إليه المنبر فقال: انزل عن منبر أبي فقال على: إن هذا لشيء عن غير مَلأ مِنّا.

قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي المَوَالِ (٢)، قال: سمعت عبد الله بن حسن يقول: كان حسن بن علي قلما يفارقه أربع حرائر، فكان صاحب ضرائر، فكانت عنده ابنة منظور بن سَيَّار الفَزَارِيّ، وعنده امرأة من بني أسد من آل خُرَيْم (٣) فطلقهما (٤) وبعث إلى كل واحدة منهما بعشرة آلاف درهم، وزِقاق من عَسْلٍ، مُتْعَةً. وقال لرسوله: يسار أَبِي (٥) سعيد


(١) أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٦٦.
(٢) كذا في ح، ومثله في تهذيب الكمال للمزي ج ٦ ص ٢٣٧، والتقريب ص ٣٥١ وفي ث "الموالِي".
(٣) كذا في ح بالراء المهملة ثاني الحروف وفوقها علامة الإهمال للتأكيد وفي ث والمطبوع "خزيمة".
(٤) فطلقهما: تحرفت في المطبوع إلى "فطلقها" وصوابه من ث، ح، وتهذيب الكمال ٦/ ٢٣٧.
(٥) كذا في ح، ومثله لدى المزي في تهذيبه ج ٦ ص ٢٣٧، وفي ث "يسار بن سعيد" ومثله في المطبوع.