للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عمرو بن العاص وأبو الأعور السلمي عمرو (١) بن سفيان: لو أمرتَ الحسن فصعد المنبر فتكلم عَيِيَ عن المنطق فيزهد فيه الناس، فقال معاوية: لا تفعلوا فوالله لقد رأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمص لسانه وشفته، ولن يَعْيَا لسان مصَّه النبي - صلى الله عليه وسلم - أو شَفتين. فأبوا على معاوية، فصعد معاويةُ المنبر، ثم أمرَ الحسنَ فصعد، وأمره أن يخبر الناس أني قد بايعتُ معاوية فصعد الحسن المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس إن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا وإني قد أخذت لكم على معاوية أن يعدل فيكم، وأن يوفر عليكم غنائمكم، وأن يقسم فيئكم فيكم، ثم أقبل على معاوية، فقال: كذاك؟ قال: نعم. ثم هبط من المنبر وهو يقول ويشير بإصبعه إلى معاوية {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [سورة الأنبياء: ١١١]. فاشتد ذلك على معاوية، فقالَا: لو دعوتَه فاستنطقتَه فقال: مهلًا فأبوا، فدعوه، فأجابهم. فأقبل عليه عمرو بن العاص، فقال له الحسن أمَّا أنت فقد اختلفَ فيك رجلان: رجلٌ من قريش، وجزار أهل المدينة، فادّعَياك فلا أدري أيهما أبوك. وأقبل عليه أبو الأعور السلمي فقال له الحسن: ألم يلعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رَعْلًا وذكوان وعمرو بن سفيان، ثم أقبل معاوية يعينُ القومَ فقال له الحسن: أما علمتَ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن قائد الأحزاب وسائقهم وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبو الأعور السلمي (٢).

قال: أخبرنا هَوْذَة بن خليفة، قال: حدثنا عوف، عن محمد، قال: لما كان زمن وَرَدَ معاوية الكوفة، واجتمع الناس عليه، وبايعه الحسن بن علي، قال: قال أصحاب معاوية لمعاوية: عَمرو بن العاص والوليد بن عُقْبة وأمثالهما من أصحابه: إن الحسَن بن علي مُرتفع في أنفس الناس لقَرابته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإنه حديث السن عَيِيُّ، فَمُرْهُ فليخطب بأنه سَيَعْيَى في الخطبة فيسقط من أنفس الناس، فأبَى عليهم، فلم يزالوا به حتى أمره، فقام الحسن بن عَلِيّ على المنبر دون معاوية، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: والله لو ابتغيتم بين جَابَلْق


(١) عمرو بن سفيان: تحرف في الأصلين إلى "وعمرو. . ." وصوابه من تاريخ الإسلام للذهبي. وفيات سنة ٤٩ هـ.
(٢) أورده الذهبي في تاريخ الإسلام وفيات سنة ٤٩ هـ.