للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وجَابَرْس (١) رجلًا جَدُّه نبيّ غيري وغير أخي لم تجدوه، وإنا قد أعطينا بَيْعتنا معاوية، ورأينا أن ما حقن دماء المسلمين خير مما هَرَاقها، والله ما أدري {لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} وأشار بيده إلى معاوية. قال: فغضب معاوية فخطب بعده خطبة عَيِيّة فاحشة ثم نزل. وقال له: ما أردتَ بقولك: {فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ}. قال: أردتُ بها ما أراد الله بها.

قال هَوذة: قال عوف: وحدثني غير محمد، أنه بعدما شهد شهادة الحق قال: أما بعد: فإن عليًا لم يسبقه أحدٌ من هذه الأمة من أولها بعد نبيها، ولن يلحق به أحد من الآخرين منهم، ثم وصله بقوله الأول.

قال: أخبرنا سعيد بن منصور، قال: حدثنا هُشَيم، قال: أخبرنا مجاهد، عن الشعبي، قال: لما سَلَّم الحسن بن علي الأمر لمعاوية، قال له: اخطب الناس. قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إن أكيس الكيس التُّقى، وإن أحمق الحُمق الفُجور، وإن هذا الأمر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية إما حَقٌّ كان أحقَّ به مني، وإما حقّ كان لي فتركته التماس الصلاح لهذه الأمة {وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ} [سورة الأنبياء: ١١١].

قال: أخبرنا محمد بن سُلَيم العبدي، قال: حدثنا هُشيم، عن أبي إسحاق الكوفي، عن هَزَّان، قال: قيل للحَسن بن علي: تركتَ إِمارتك وسلّمتها إلى رجُل من الطُّلَقَاء وقدمتَ المدينة؟! فقال: إني اخترتُ العارَ على النارِ.

قال: أخبرنا عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي، قال: حدثنا حاتم بن أبي صَغِيرة، عن عَمرو بن دينار: أن معاوية كان يعلم أن الحسنَ كان أكره الناس للفتنة، فلما توفي علي بعث إلى الحسن فأصلحَ الذي بينه وبينه سرًّا وأعطاه معاوية عهدًا إنْ حدث به حدث والحسن حيّ ليسمينه وليجعلن هذا الأمر إليه، فلما


(١) في الأصلين هنا "جابَلق وجابَلْص" ولكنها وردت بعد في ح "جَابَلْق وجَابَرْس" وفي ث "جابلق وجابرص" وقد آثرت رواية ح الآتية بعد لاتفاقها مع ما ورد في ياقوت فلديه "جَابَرْس" مدينة بأقصى المشرق. و"جابَلْق" وفي رواية جابلص مدينة بأقصى المغرب. وأورد هذا الخبر، كما أورده الذهبي في سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٧١.
(٢) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٧١.