قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني عبد الرحمن بن أَبِي الزِّناد، عن إبراهيم بن يحيى بن زيد، قال: سمعت خارجة بن زيد يقول: صَوَّبَ الناس يومئذ مَروان ورأوا أنه عمل بحق لا يكون معهما - يعني أبا بكر وعمر - ثالث أبدًا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني محرر بن جعفر، عن أبيه قال: سمعتُ أبا هريرة يقول يوم دُفِنَ الحسن بن علي: قاتَلَ الله مروان قال: والله ما كنتُ لأدَع ابنَ أَبِي تُراب يُدْفَن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد دُفن عثمان بالبقيع فقلت: يا مروان اتق الله ولا تقل لعلي إلا خيرًا فأشهد لسَمَعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول يوم خَيبر: لأعطين الراية رجلًا يحبه الله ورسوله ليس بفرَّار، وأشهد لسَمَعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في حَسن: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، فقال مروان: والله إنك قد أكثرت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث فلا نسمع منك ما تقول، فهلم غيرك يعلم ما تقول، قال قلت: هذا أبو سعيد الخدري، فقال مروان: لقد ضاع حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين لا يرويه إلا أنت وأبو سعيد الخدري، والله ما أبو سعيد الخُدْري يوم مات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا غلام، ولقد جئت أنت من جبال دَوْس قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيسير فاتق الله يا أبا هريرة قال: قلت: نِعْمَ ما أوصيتَ به وَسَكَتُّ عنه.
قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثني كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، قال: سمعت أبا هريرة يومئذ يقول لمروان: والله ما أنت والٍ وإن الوالي لغيرك فدعه، ولكنك تدخل في ما لا يعنيك، إنما تريد بهذا إرضاء من هو غائب عنك. قال: فأقبل عليه مروان مغضبًا فقال له: يا أبا هريرة إن الناس قد قالوا أكثر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديث، وإنما قدم قبل وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيسير. فقال أبو هريرة: قدمت والله ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر سنة سبع وأنا يومئذ قد زدت على الثلاثين سنة سنوات، فأقمتُ معه حتى توفي - صلى الله عليه وسلم - أدور معه في بيوت نسائه وأخدمه، وأنا والله يومئذ مُقل وأُصلّي خلفه وأغزو وأحج معه، فكنتُ واللهِ أعْلَمَ الناسِ بحديثه قد والله سبقني قوم بصحبته والهجرة؛ من قريش والأنصار، فكانوا يعرفون لزومي له فيسألوني عن حديثه، منهم عمر بن الخطاب - وَهَدْي عمر