للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المنبر، ثم عزل فاسْتُعمل سعيد بن العاص سنين فكان لا يسبه، ثم عزل، وأعيد مروان، فكان يسبه، فقيل يا حسن ألا تسمع ما يقول هذا؟ فجعل لا يرد شيئًا. قال: وكان حسن يجيء يوم الجمعة فيدخل في حجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقعد فيها، فإذا قضيت الخطبة خرج فصلى، ثم رجع إلى أهله. قال: فلم يرض بذلك حتى أَهْدَاه له في بيته. قال: فإنا لعنده إذ قيل فلان بالباب، قال: ائذن له فوالله إني لأظنه قد جاء بشرّ، فأذِن له فدخل. فقال: يا حسن إني قد جئتك من عند سلطان وجئتك بعزمة. قال: تكلّم. قال: أرسل مروان بعلي وبعلي وبعلي وبك وبك وبك وما وجدت مَثَلُك إلا مَثَلُ البغلة يقال لها: من أبوك؟ فتقول: أبي الفرس. قال: ارجع إليه فقل له: إني والله لا أمحو عنك شيئًا مما قلت بأن أسبك، ولكن موعدي وموعدك الله، فإن كنتَ صادقًا فجزاك الله بصدقك، وإن كنتَ كاذبًا فالله أشد نقمة، وقد كرّم الله جدّي أن يكون مَثَله أو قال: مَثَلي مَثَل البغلة، فخرج الرجل. فلما كان في الحجرة لقي الحسين فقال له: يا فلان ما جئت به. قال: جئت برسالة وقد أبلغتها. فقال: والله لتخبرنّي ما جئت به أو لآمرن بك فلتضربنّ حتى لا تدري متى رفع عنك. فقال: ارجع فرجع، فلما رآه الحسن قال: أرسله. قال: إني لا أستطيع. قال: لِمَ. قال: إني قد حَلفت. قال: قد لجّ فأخبره، فقال: أكل فلان بَظْر أمه إن لم يبلغه عني ما أقول. فقال: يا حسين. إنه سلطان، قال: آكُلُه إن لم يبلغه عني ما أقول، قل له: بك وبك وبأبيك وبقومك وآيةُ بيني وبينك أن تمسك منكبيك من لعْنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فقال وزاد (١).

قال: أخبرنا يَعلَى بن عبيد، قال: حدثنا عبيد الله بن الوليد الوصّافي، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، قال: حج الحسين بن علي خمسًا وعشرين حجة ماشيًا، ونجائبُه تُقاد معه (٢).

قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا حفص بن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: أن الحسين بن علي حج ماشيًا، وإن نجائبه تقاد إلى جنبه.


(١) أورده السيوطي في تاريخ الخلفاء ص ١٩٠ نقلًا عن ابن سعد ملخصًا إلى قوله "فالله أشد نقمة".
(٢) ابن الأثير: أسد الغابة ج ٢ ص ٢١.