للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قيس، قال: أحمرّت آفاق السماء بعد قتل الحسين ستة أشهر يُرَى ذلك في آفاق السماء كأنها الدم (١). قال: فحدثت بذلك شَرِيكًا، فقال لي: ما أنت من الأسود؟ قلت هو جَدّي أبو أمي، قال: أما والله إن كان لَصَدُوق الحديث عظيم الأمانة مُكْرِمًا للضيف.

قال: أخبرنا الفضل بن دكين، قال: حدثنا عقبة بن أبي حَفْصة السّلولي، عن أبيه، قال: إنْ كان الوَرْس من وَرْس الحسين ليقال به هكذا فيصير رَمادًا (٢).

رجع الحديث إلى الأول: -

قالوا (٣): وكان سليمان بن صُرَد الخزاعي فيمن كَتَبَ إلى الحسين بن علي أن يقدَم الكوفة (٤)، فلما قَدِمها أمسك عنه ولم يقاتل معه، فلما قُتِلَ الحسين رحمه الله ورضي عنه، ندم هو والمسيّب بن نَجَبَة الفزاري وجميع من خذل الحسين ولم يقاتل معه، فقالوا: ما المخرج والتوبة مما صنعنا؟! فخرجوا فعسكروا بالنُّخَيْلَة لمستهلّ شهر ربيع الآخر سنة خمس وستين، وولوا أمرهم سليمان بن صُرَد، وقالوا: نخرج إلى الشام فنطلبُ بدم الحسين، فسموا التوابين، وكانوا أربعة آلاف فخرجوا فأتوا عين الوردة وهي بناحية قَرْقِيسِياء، فلقيهم جَمْع أهل الشام وهم عشرون ألفًا عليهم الحُصَين بن نُمَير فقاتلوهمْ فترجّل سليمان بن صُرَد وقاتل، فرماه يزيد بن الحُصَين بن نُمَير بسهم فقتله فسقط وقال: فُزْتُ ورب الكعبة، وقُتِل عامّة أصحابه ورجع من بقي منهم إلى الكوفة.

قالوا: وكتب عبد الملك بن مروان إلى الحجَّاج بن يوسف، أما بعد يا حجَّاج، فجنبني دماء بني عبد المطلب فإني رأيتُ آل حرب لما قتلوهم لم يُنَاظَروا.

وقال سليمان بن قَتَّة يرثي الحسين بن علي بن أبي طالب - رضي الله عنهما -: -

وإِنَّ قَتِيلَ الطَّفِّ مِنْ آلِ هاشمٍ … أَذَلَّ رِقابًا من قريشٍ فَذَلّتِ


(١) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣١٢.
(٢) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣١٣.
(٣) في الأصلين "قال" والمثبت ما يقتضيه السياق.
(٤) من هنا إلى قوله: "فأخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه. . ." في ص ٥١٩ من هذا الجزء مخروم في نسخة المحمودية (ح).