للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خَائِفِينَ} الآية [سورة البقرة: ١١٤]، وقد خربوا بيت الله، وأخافوا عُوَّاذَهُ، فَأَخِفْهُم كما أخافوا عُوّاذَ الله، فتراجعوا شيئًا من مراجعةٍ، وغُلِبَ المسور، فاضطجع ومات ذلك اليوم، رحمه الله ورضى عنه.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حدثنى شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، قال: حضرْنا غُسْل المسور وبنوه حضور، قال: فَوَلِيَ ابنُ الزبير غَسْلَه، فغسله الغَسْلَةَ الأولى بالماء القَراح، والثانية بالماء والسِّدْر، والثالثة بالماء والكافور، وَوَضَّأَهُ بعد أن فرغ من غسله، ومضمضه، وأنشقه، ثمّ كفّناه في ثلاثة أثواب، أحدها حِبَرَة، قال: فرأيت ابن الزبير حمله بين العمودين فما فارقه حتّى صلّى عليه بالحجون، وإنا لنطأ به القتلى وأهلَ الشام، وصلوا عليه معنا، ونهانا ابن الزبير يومئذ أن نحمل معه مِجْمَرَة، ثمّ انتهينا إلى قبره، فنزل بنوه في قبره، وابن الزبير يَسُلُّه من قبل رِجْلَىْ القبر (١).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: فحدثنى عبد الملك بن شبيب، عن أبي وهب، عن عطية بن قيس، قال: لمّا مر بجنازة المسور بن مخرمة يوم جاءهم نعى يزيد بن معاوية، ترك أهلُ الشام القتال، وسلموا الأمر، وكلموا ابن الزبير أن يطوفوا بالبيت وينصرفوا، فأبى ابنُ الزبير.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: أخبرنا شرحبيل بن أبي عون، عن أبيه، قال: قال: رأيت عبد الرحمن بن المسور يوم مات المسور طرح ردائه ومشى في قميص.

قال: أخبرنا معن بن عيسى، قال: حَدَثَّنَا عبد الله بن جعفر، عن أم بكر بنت المسور، أن المسور بن مخرمة دُفن بالحجون (٢).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر، قال: حَدَثَّنَا عبد الله بن جعفر عن أم بكر بنت المسور بن مخرمة، قالت: وُلد المسور بمكّة بعد الهجرة بسنتين، وتُوفّى بمكّة يوم جاء نعى يزيد بن معاوية إلى مكّة، لهلال شهر ربيع الآخر سنة أربع وستين، والمسور يومئذ ابن اثنتين وستين سنة.


(١) أورده ابن عساكر كما في مختصر ابن منظور ج ٢٤ ص ٣١٠.
(٢) سير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٣٩٤.