للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالوا: وقُبض رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وسعيد بن العاص ابن تسع سنين أو نحوها وذلك أنّ أباه العاص بن سعيد بن العاص بن أُميّة قُتل يوم بدر كافرًا (١).

وقال عمر بن الخطّاب لسعيد بن العاص: مالى أراك مُعْرِضًا كأنّك ترى أنى قتلتُ أباك؟ ما أنا قتلته، ولكنّه قتله عليّ بن أبى طالب، ولو قتلتُه ما اعتذرتُ من قتل مُشرِك، ولكنى قتلتُ خالى بيدى: العاصَ بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عُمر بن مخزوم. فقال سعيد بن العاص: يا أميرَ المؤمنين، لو قتلتَه كنتَ على حقّ وكان على باطل. فَسَرَّ ذلك عمرَ منه (٢).

قال: أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغرّ، وأحمد بن محمّد بن الوليد الأزرقيّ قالا: حدّثنا عمرو بن يحيَى بن سعيد الأمويّ، عن جدّه، أنّ سعيد بن العاص أتَى عمر يستزيده في داره التى بالبلاط وخِطَط أعمامه مع رسول الله. - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: صَلّ معى الغداة وغَبِّشْ ثمّ أذْكرْنى حاجتك. قال ففعلتُ حتى إذا هو انصرف قلتُ: يا أمير المؤمنين حاجتى التى أمَرتَنى أن أذكرها لك. قال فوثب معى ثمّ قال: امْضِ نحو دارك، حتى انتهيتُ إليها فزادنى وخطّ لى برجله فقلتُ: يا أمير المؤمنين زِدْنى فإنّه نبتت لى نابتة من ولد وأهل. فقال: حسبُك وأخْتَبِئ عندك أن سيَلى الأمرَ بعدى من يصل رحمك ويقضى حاجتك. قال فمكثتُ خلافة عمر بن الخطّاب حتى استُخلف عثمان وأخذها عن شورى ورِضًى فوصلنى وأحسن وقضى حاجتى وأشركنى في أمانته.

قالوا ولم يزل سعيد بن العاص في ناحية عثمان بن عفّان للقرابة، فلمّا عزل عثمانُ الوليدَ بن عُقْبة بن أبى مُعَيْط عن الكوفة، دعا سعيدَ بن العاص واستعمله عليها، فلمّا قدم الكوفة قدمها شابًّا مترفًا ليست له سابقة فقال: لا أصعدُ المنبر حتى يُطَهَّر، فأمر به فغُسل، ثم صعد المنبر فخطب أهل الكوفة وتكلّم بكلام قَصَّر بهم فيه ونسبهم إلى الشقاق والخلاف فقال: إنّما هذا السواد بُستان لأغَيْلِمة من قريش. فشكوه إلى عثمان فقال: كلمّا رأى أحدكم من أميره جَفْوة أرادنا أن نعزله (٣)!


(١) مختصر تاريخ دمشق ج ٩ ص ٣٠٥.
(٢) مختصر تاريخ دمشق ج ٩ ص ٣٠٦.
(٣) المصدر السابق.