للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحجّ وعثمان محصور فأتاها مروان، وزيد بن ثابت، وعبد الرحمن بن عتّاب بن أسيد بن أَبِى العِيص (١) فقالوا: يا أمّ المؤمنين لو أقمت، فإنّ أمير المؤمنين على ما ترين محصورٌ ومقامك ممّا يدفع الله به عنه. فقالت: قد حلبتُ ظَهْرى وعرّيت غرائرى ولستُ أقدر على المقام. فأعادوا عليها الكلام فأعادت عليهم مثل ما قالت لهم، فقام مروان وهو يقول:

وَحَرّق (٢) قَيْسٌ عَليّ البلا … دَ حتى إذا اسْتَعَرَتْ أَجْذَمَا

فقالت عائشة: أيّها المتمثّل عليّ بالأشعار وددتُ والله أنّك وصاحبك هذا الذى يعنيك أمرُه في رِجْلِ كلّ واحدٍ منكما رَحًا وأنّكما في البحر. وخرجتْ إلى مكّة (٣).

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى إسحاق بن يحيَى عن عيسى بن طلحة قال: كان مروان يقاتل يوم الدار أشدّ القتال ولقد ضُرب يومئذٍ كعبه ما يظنّ إلا أنّه قد مات ممّا به من الجراح.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدثنى خالد بن الهَيْثَم، عن يحيَى بن أبى كثير، عن أبى حفصة مولى مروان قال: خرج مروان بن الحكم يومئذ يرتجز ويقول: من يبارز؟ فبرز إليه عُرْوة بن شييَمْ بن البيّاع الليثى فضربه على قفاه بالسيف فخرّ لوجهه، فقام إليه عُبيد بن رفاعة بن رافع الزّرَقى بسكّين معه ليقطع رأسه، فقامت إليه أمّه التى أرضعته وهى فاطمة الثقفيّة وهى جدّة إبراهيم بن العربيّ صاحب اليمامة فقالت: إن كنت تريد قَتْلَه فقد قَتَلْته فما تصنع بلحمه أن تبضّعه؟ فاستحيا عُبيد بن رفاعة منها فتركه.

أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى شُرَحْبِيل بن أبى عَوْن، عن عيّاش بن عبّاس قال: حدّثنى من حضر ابن البيّاع يومئذٍ يبارز مروان بن الحكم فكأنى أنظر


(١) تحرف في مختصر تاريخ دمشق ج ٢٤ ص ١٨٤ وهو ينقل عن ابن سعد إلى "أبى العاص".
(٢) في ث "حرق" ولا يستقيم الوزن بذلك، والمثبت رواية ل، ومختصر ابن منظور ج ٢٤ ص ١٨٤ وهو ينقل عن ابن سعد.
(٣) أورده ابن عساكر نقلا عن ابن سعد كما في مختصر ابن منظور ج ٢٤ ص ١٨٤.