للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

شَهْرِيار بن كِسْرَى ومعه أساورة فارس، وقد كانوا تحمّلوا بخزائن إلى كِسْرى، حيث هُزِم أهل نهاوَنْد.

فكتب في ذلك إلى عثمان، فكتب إليه عثمان أنْ سِرْ إليها إنْ أردتَ. قال: فتجهَّز وقطع البعوث ثمّ سار، واستخلف أبا الأسود الدّؤلى على البصرة على صَلَاتها، واستخلف على الخراج راشدًا الجُديديّ من الأزد، ثمّ سار على طريق إِصْطَخر، ثمّ أخذ فيما بين خراسان وكَرْمان، حتى خرج على الطّبَسَين (١) ففتحهما، وعلى مقدّمته قيس بن الهَيْثَم بن أسماء بن الصّلْت السّلَمى ومعه فتيان من فتيان العرب، ثمّ توجّه نحو مَرْو فوجّه إليها حاتم بن النعمان الباهلى ونافع بن خالد الطاحى فافتتحاها، كلّ واحدٍ منهما على نصف المدينة، وافتتحا رستاقها عنوةً وفتحا المدينة صلحًا. وقد كان يزدجرد قُتل قبل ذلك، خرج يتصيّد فمرّ بنقّار رَحًى فَضَرَبه، قال فلم يزل يضربه النقّار بفأس فنثر دماغه.

ثمّ سار ابن عامر نحو مَرْو الرّوذ فوجّه إليها عبد الله بن سوّار بن همّام العبدى فافتتحها. ووجّه يزيد الحَرَشى (٢) إلى زام (٣) وباخَرْز (٤) وجُوَين (٥) فافتتحها جميعًا عَنْوَة. ووجّه عبد الله بن خازم إلى سَرْخَس (٦) فصالحه مرزبانهم. وفتح ابن عامر أبْرَشَهْر (٧) عنوة وطوس وطَخارِسْتان (٨) ونَيْسابور وبوشَنْج (٩) وباذَغيس (١٠)


(١) الطبسان: مدينتان في قوهستان: الأولى تسمى طبس العناب، والأخرى طبس التمر.
(٢) كذا في ث، ومثله لدى خليفة في تاريخه ص ٣٧٠، وفى متن طبعة ليدن "الجُرَشى" وبحواشيها، اقرأ "الحَرَشى". ولدى ابن عساكر في تاريخه ج ٣٤ ص ٢٤٧ وهو ينقل عن ابن سعد "الجُرَشى".
(٣) زام: إحدى كورنيسابور المشهورة، قصبتها البوزْجان، وهو الذى يقال: له جام - بالجيم، يشتمل على مائة وثمانين قرية.
(٤) باخرز: كورة ذات قرى، قصبتها مَالِين، وهى بين نيسابور وهراة.
(٥) جوين: كورة جليلة نزهة على طريق القوافل من بسطام إلى نيسابور.
(٦) سَرْخس: بفتح أوله وسكون ثانيه وفتح الخاء المعجمة: مدينة قديمة من نواحى خراسان.
(٧) في صدر العهد الإسلامى كان يقال لنيسابور: أبرشهر، ومعناه: مدينة الغيم.
(٨) طخارستان: ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد، من نواحى خراسان.
(٩) بليدة حصينة من نواحى هراة.
(١٠) باذغيس: ناحية من أعمال هراة ومرو الروذ: قرى قصبتها بَوْن وبامَئِين: بلدتان متقاربتان.