للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأرض قفرًا فأعبد الله حتّى ألقاه وأجْتنب أمور النَّاس لولا أن يخفى عليّ أمور آل محمّد، فلا تفعل فإنّ تلك البدعةُ الرهبانيّة، ولعمرى لأمْرُ آل محمّد أبْيَنُ من طلوع هذه الشمس، وأمّا قيلك لقد هممتُ أن أخرج مع أقوامٍ شهادتنا وشهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون ونقيم، فلا تفعل، لا تفارق الأمّة، اتّقِ هؤلاء القوم بتقيّتهم، قال عمر: يعنى بنى أميّة، ولا تقاتل معهم (١).

قال قلت: وما تقيّتهم؟ قال: تُحْضِرُهم وجهك عند دعوتهم فيدفع الله بذلك عنك عن دمك ودينك وتصيب من مال الله الذى أنت أحقّ به منهم. قال قلتُ: أرأيتَ إن أطاف بي قتال ليس لى منه بدّ؟ قال: تبايعُ بإحدى يديك الأخرى لله، وتقاتلُ لله، فإنّ الله سيُدْخِل أقوامًا بسرائرهم الجنّة وسيُدْخِلُ أقوامًا بسرائرهم النار، وإني أذكّرك اللهَ أن تبلّغ عنى ما لم تسمع منى أو أن تقول عليّ ما لم أقل. أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم (٢).

أخبرنا عليّ بن عبد الله بن جعفر قال: حدّثنى سفيان، يعنى ابن عُيينة، قال: حدَّثَنِى الأسود بن قيس عن رجل عن محمّد بن الحنفيّة قال: بايعْ بإحدى يديك على الأخرى وقاتلْ على نيتّك.

أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا قيس عن سعيد بن مسروق عن منذر قال: سمعتُ محمّد بن الحنفيّة يقول: إنّ هذه لصاعقة لا يقوم لها شيء.

أخبرنا محمّد بن عبد الله الأسديّ قال: حدّثنا الوليد بن جُميع، عن أبي الطّفيل، عن محمّد بن الحنفيّة أنّه قال له: الزم هذا المكان وكن حمامة من حَمام الحَرَم حتّى يأتى أمرنا فإنّ أمرنا إذا جاء فليس به خفاء، كما ليس بالشمس إذا طلعت خفاء، وما يُدْريك إن قال لك الناس تأتى من المشرق ويأتى الله بها من المغرب، وما يُدريك إن قال لك النَّاس تأتى من المغرب ويأتى الله بها من المشرق، وما يُدريك لعلّنا سنُؤتَى بها كما يُؤتَى بالعروس (٣).


(١) مختصر ابن منظور ج ٢٣ ص ١٠٤.
(٢) مختصر ابن منظور ج ٢٣ ص ١٠٤.
(٣) مختصر ابن منظور ج ٢٣ ص ١٠٥.