للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسّان النّهدى قال: أخبرنا عمر بن زياد الهُذَلى، عن الأسود بن قيس حدّثه قال: لقيتُ بخراسان رجلًا من عَنَزَة (١)، قال قلتُ للأسود: ما اسمه؟ قال: لا أدرى، قال: ألا أعرضُ عليك خطبة ابن الحنفيّة؟ قال قلتُ: بلى، قال: انتهيتُ إليه وهو في رهط يحدّثهم فقلت: السلام عليك يا مهديّ، قال: وعليك السلام. قال قلتُ: إنّ لى إليك حاجة، قال: أسِرّ هى أم علانية؟ قال قلت: بل سرّ، قال: اجلس، فجلستُ وحدّث القوم ساعة ثمّ قام فقمتُ معه، فلمّا أن دخل دخلتُ معه بيته، قال: قل بحاجتك، قال فحمدتُ الله وأثنيتُ عليه وشهدتُ أن لا إله إِلَّا الله وشهدتُ أنّ محمدًا عبد الله ورسوله ثمّ قلت: أمّا بعد فوالله ما كنتم أقرب قريش إلينا قرابة فنحبّكم على قرابتكم ولكن كنتم أقرب قريش إلى نبيّنا قرابة، فلذلك أحببناكم على قرابتكم من نبيّنا، فمازال بنا السَّنَنُ (٢) في حبّكم حتّى ضُربتْ عليه الأعناق وأُبْطلت الشهادات، وشُرّدنا في البلاد وأوذينا، حتّى لقد هممتُ أن أذهب في الأرض قفرًا فأعبد الله حتّى ألقاه، لولا أن يخفى عليّ أمرُ آل محمّد، وحتى هممتُ أن أخرج مع أقوام شهادتنا وشهادتهم واحدة على أمرائنا فيخرجون فيقاتلون ونقيم فقال عمر: يعنى الخوارج، وقد كانت تبلغنا عنك أحاديث من وراء وراء فأحببتُ أن أشافهك للكلام فلا أسأل عنك أحدًا وكنتَ أوثقَ الناسِ في نفسى وأحبّه إليّ أن أقْتَدِىَ به، فأرى برأيك وكيف ترى المخرج، أقول هذا وأستغفر الله لى ولكم (٣).

قال: فحمد الله محمّد بن عليّ وأثنى عليه وشهد أن لا إله إِلَّا الله وشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله ثمّ قال: أمّا بعد فإيّاكم وهذه الأحاديث فإنّها عيب عليكم، وعليكم بكتاب الله تبارك وتعالى فإنّه به هدى أوّلكم وبه يُهْدى آخركم، ولعمرى لئن أوذيتم لقد أوذى من كان خيرًا منكم. أمّا قيلك لقد هممتُ أن أذهب في


(١) تحرفت في طبعة ليدن والطبعات اللاحقة إلى "عزّة"، وصوابه من ث وتاريخ ابن عساكر كما في مختصر ابن منظور ج ٢٣ ص ١٠٣، وسير أعلام النبلاء ج ٤ ص ١٢٢.
(٢) في طبعة ليدن والطبعات اللاحقة "الشين" والمثبت من ث.
(٣) أورده ابن عساكر في تاريخه كما في مختصر ابن منظور ج ٢٣ ص ١٠٣.