للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال محمّد بن جُبير: وقفتُ تلك العشيّة إلى جنب محمّد بن الحنفيّة فلمّا غابت الشمس التفتَ إليّ فقال: يا أبا سعيد ادْفَع، فدفع ودفعتُ معه فكان أوّل من دفع (١).

أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا شُرَحْبيل بن أبي عَوْن عن أبيه قال: رأيتُ أصحاب ابن الحنفيّة يلبّون بعرفة ورمقتُ ابن الزبير وأصحابه فإذا هم يلبّون حتّى زاغت الشمس، ثمّ قُطع، وكذلك فعلت بنو أميّة. وأمّا نَجْدة فلبّى حتّى رمى جَمْرة العَقَبة.

أخبرنا المعلّى بن أسد قال: حدّثنا عبد العزيز بن المختار قال: حدّثنا خالد قال: حدّثنى أبو العُرْيان المُجاشعى قال: بعثنا المختار في ألفى فارس إلى محمّد بن الحنفيّة، قال: فكنّا عنده، قال: فكان ابن عبّاس يذكر المختار فيقول: أدرك ثأرنا وقضى ديوننا وأنفق علينا. قال: وكان محمّد بن الحنفيّة لا يقول فيه خيرًا ولا شرًّا، قال: فبلغ محمدًا أنّهم يقولون إنّ عندهم شيئًا، أى من العلم، قال: فقام فينا فقال: إنّا والله ما ورثنا من رسول الله إِلَّا ما بين هذين اللوحين. ثمّ قال: اللهمّ حِلًّا وهذه الصحيفة في ذؤابة سيفى. قال فسألتُ: وما كان في الصحيفة؟ قال: من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا.

أخبرنا كثير بن هشام قال: أخبرنا جعفر بن بُرْقان قال: حدّثنى الوليد الرمّاح قال: بلغنا أنّ محمّد بن عليّ أخرج من مكّة فنزل شعب عليّ فخرجنا من الكوفة لنأتيه فلقينا ابن عبّاس، وكان ابن عبّاس معه في الشعب فقال لنا: احصوا سلاحكم ولبّوا بعمرة، ثمّ ادْخلوا البيت وطوفوا به وبين الصفا والمروة.

أخبرنا هَوْذة بن خليفة قال: حدّثنا عوف عن ميمون عن وردان قال: كنت في العصابة الذين انتدبوا إلى محمّد بن عليّ، قال: وكان ابن الزبير قد منعه أن يدخل مكّة حتّى يبايعه فأبَى أن يبايعه، قال: فانتهينا إليه فأراد أهل الشأم فمنعه عبد الملك أن يدخلها حتّى يبايعه فأبَى عليه، قال: فسرنا معه ما سرنا ولو أمرنا بالقتال لقاتلنا معه، فجمعنا يومًا فقسم فينا شيئًا وهو يسير، ثمّ حمد الله وأثنى


(١) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ١٢٠.