للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا ابن أبي ذئب عن مسلم الخيّاط عن ابن المسيّب قال: الكَبْل في النوم ثبات في الدين. قال: وقال له رجل: يا أبا محمد إنى رأيتُ كأنى جالس في الظلّ فقمتُ إلى الشمس. فقال ابن المسيّب: والله لئن صدقت رؤياك لتخرجنّ من الإسلام. قال: يا أبا محمّد إنى أرانى أُخْرجت حتّى أُدخلت في الشمس فَجَلَسْتُ. قال: تُكْره على الكفر. قال فخرج في زمان عبد الملك بن مروان فأُسر فأُكْره على الكفر فرجع ثمّ قدم المدينة وكان يخبر بهذا.

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر وغيره من أصحابنا أنّ عبد العزيز بن مروان توفّى بمصر في جمادى سنة أربعٍ وثمانين فعقد عبد الملك لابنيه الوليد وسليمان بالعهد وكتب بالبيعة لهما إلى البلدان، وعامله يومئذٍ على المدينة هشام بن إسماعيل المخزومى، فدعا النَّاس إلى البيعة لهما، فبايع النَّاس، ودعا سعيد بن المسيّب أن يبايع لهما فأبَى وقال: حتّى أنظر. فضربه هشام بن إسماعيل ستّين سوطًا وطاف به في تُبّان من شعر حتّى بلغ به رأس الثنيّة، فلمّا كرّوا به قال: أين تكرّون لى؟ قالوا: إلى السجن، قال: والله لولا أنى ظننت أنَّه الصّلْبُ ما لبست هذا التّبّان أبدًا. فردّوه إلى السجن وحبسه وكتب إلى عبد الملك يخبره بخلافه وما كان من أمره، فكتب إليه عبد الملك يلومه فيما صنع به ويقول: سعيد كان والله أحوج إلى أن تصل رَحِمه من أن تضربه، وإنّا لنعلم ما عند سعيد شقاق ولا خلاف (١).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبرَة عن المِسْوَر بن رفاعة قال: دخل قَبيصة بن ذُؤيب على عبد الملك بن مروان بكتاب هشام بن إسماعيل يذكر أنَّه ضرب سعيدًا وطاف به. قال قبيصة: يا أمير المؤمنين يفتات عليك هشام بمثل هذا، يضرب ابن المُسَيَّب ويطوف به. والله لا يكون سعيد أبدًا أمحل ولا ألجّ منه حين يُضْرب، سعيد لو لم يبايع ما كان يكون منه، ما سعيد ممّن يُخاف فتقه ولا غوائله على الإسلام وأهله، وإنّه لَمِنْ


(١) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٣٠.