للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أهل الجماعة والسنّة. وقال قَبيصة: اكْتب إليه يا أمير المؤمنين في ذلك. فقال عبد الملك: اكْتب أنت إليه عنك تخبره برأيى فيه وما خالفنى من ضرب هشام إيّاه. فكتب قَبيصة إلى سعيد بذلك، فقال سعيد حين قرأ الكتاب: الله بينى وبين مَن ظلمنى (١).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى عبد الله بن يزيد الهُذَلى قال: دخلتُ على سعيد بن المسيّب السجن فإذا هو قد ذُبحت له شاة فجعل الإهاب على ظهره ثمّ جعلوا له بعد ذلك قضبًا رطبًا. وكان كلّما نظر إلى عضديه قال: اللهمّ انْصرنى من هشام (٢).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى طلحة بن محمّد عن أبيه قال: دخل على سعيد بن المسيّب السجن أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام فجعل يكلّم سعيدًا ويقول له: إنّك خُرقت به. فقال: يا أبا بكر اتّقِ الله وآثِره على ما سواه. قال: فجعل أبو بكر يردد عليه: إنّك خرقت به ولم ترفق. فجعل سعيد يقول: إنّك والله أعمى البصر أعمى القلب. قال فخرج أبو بكر من عنده وأرسل إليه هشامُ بن إسماعيل فقال: هل لَانَ سعيد بن المسيّب منذ ضربناه؟ فقال أبو بكر: والله ما كان أشدّ لسانا منه منذ فعلتَ به ما فعلتَ فاكْفف عن الرجل. وجاء هشامَ بن إسماعيل كتابٌ من عبد الملك بن مروان يلومه في ضربه سعيد بن المسيّب ويقول: ما ضرّك لو تركتَ سعيدًا ووطئتَ ما قال؟ وندم هشام بن إسماعيل على ما صنع بسعيد فخلّى سبيله (٣).

قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثنى أسلم أبو أميّة مولى بنى مخزوم وكان ثقةً قال: صنعت ابنة سعيد بن المسيّب طعامًا كثيرًا حين حُبس فبعثت به إليه، فلمّا جاء الطعام دعانى سعيد فقال: اذْهب إلى ابنتى فقل لها لا تعودى لمثل هذا أبدًا، فهذه حاجة هشام بن إسماعيل يريد أن يذهب مالى فأحتاج إلى ما في


(١) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٣٠.
(٢) نفس المصدر.
(٣) أورده الذهبى في تاريخه وفيات سنة ٩٤ نقلًا عن ابن سعد.