للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أيديهم، وأنا لا أدرى ما أُحْبَسُ، فانظرى إلى القوت الذى كنت آكل في بيتى فابْعثى إليّ به، فكانت تبعث إليه بذلك، وكان يصوم الدهر.

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدّثنا سلّام بن مسكين قال: حدّثنا عمران بن عبد الله الخُزاعى قال: إني أرى أنّ نفس سعيد بن المسيّب كانت أهون عليه في ذات الله من نفس ذُباب.

قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقّى قال: أخبرنا أبو المليح قال: حدّثنى غير واحد أنّ عبد الملك بن مروان ضرب سعيد بن المسيّب خمسين سوطًا وأقامه بالحرّة وألبسه تُبّان شعر. قال: فقال سعيد: أما والله لو علمتُ أنّهم لا يزيدوننى على الضرب ما لبستُ لهم التبّان، إنّما تخوّفتُ أن يقتلونى فقلت: تبّان أسترُ من غيره (١).

قال محمّد بن عمر: معنى هذا الحديث أنّه ضُرب في خلافة عبد الملك بن مروان.

قال: أخبرنا قَبيصة بن عقبة قال: حدّثنا سفيان عن رجل من آل عمر قال: قيل لسعيد بن المسيّب ادْعُ على بنى أميّة، فقال: اللهمّ أعِزّ دينك وأظهرْ أولياءك وأخْزِ أعداءك في عافية لأمّة محمّد، - صلى الله عليه وسلم -.

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة قال: أخبرنا على بن زيد قال: قلتُ لسعيد بن المسيّب: يزعم قومك أنّ ما منعك من الحجّ أنّك جعلت لله عليك إذا رأيتَ الكعبة أن تدعو الله على ابن مروان. قال: ما فعلتُ وما أصلّى صلاة إِلَّا دعوتُ الله عليهم، وإنى قد حججتُ واعتمرتُ بضعًا وعشرين سنة، وإنّما كُتِبت عليّ حجّة واحدة وعمرة، وإنى أرى ناسًا من قومك يستدينون فيحجّون ويعتمرون ثمّ يموتون ولا يُقْضى عنهم، ولجمعةٌ أحبّ إليّ من حجّ أو عمرة تطوّعًا. قال عليّ: فأخبرت بذلك الحسن فقال: ما قال شيئًا، لو كان كما قال ما حجّ أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ولا اعتمروا (٢).


(١) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٣١.
(٢) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٢٥.