للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: أخبرنا الضحّاك بن مَخْلَد أبو عاصم النبيل عن أبي يونس القَزّى قال: دخلتُ مسجد المدينة فإذا سعيد جالس وحده فقلت: ما شأنه؟ قال: نُهى أن يجالسه أحد (١).

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثّنا سلّام بن مسكين قال: حدّثنا عمران قال: كان لسعيد بن المسيّب في بيت المال بضعة وثلاثون ألفًا عطاءه، فكان يُدْعى إليها فيأبَى ويقول: لا حاجة لى فيها حتّى يحكم الله بينى وبين بنى مروان.

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدَّثَنَا حمّاد بن سلمَة قال: أخبرنا عليّ بن زيد أنّه قيل لسعيد بن المسيّب: ما شأن الحجّاج لا يبعث إليك ولا يحرّكك ولا يؤذيك؟ قال: والله لا أدرى إِلَّا أنَّه دخل ذات يوم مع أبيه المسجد فصلَّى صلاة فجعل لا يُتِمّ ركوعها ولا سجودها فأخذتُ كفًا من حصى فحصبته بها، زعم أنَّ الحجّاج قال: ما زلتُ بعد ذلك أُحْسِنُ الصلاة (٢).

قال: أخبرنا سليمان بن حرب، وعَمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدّثنا سَلَّام بن مِسْكين، عن عمران بن عبد الله بن طلحة بن خلف الخُزاعى قال: حجّ عبد الملك بن مروان فلمّا قدم المدينة فوقف على باب المسجد أرسل إلى سعيد بن المُسَيَّب رجلًا يدعوه ولا يحرّكه. قال فأتاه الرسول وقال: أمير المؤمنين واقفٌ بالباب يريد أن يكلّمك. فقال: ما لأمير المؤمنين إليّ حاجة وما لى إليه حاجة وإنَّ حاجته إليّ لغَيرُ مقضيّة. قال: فرجع الرسول إليه فأخبره فقال: ارْجع إليه فقل إنَّما أريد أن أكلّمك، ولا تحركه. قال: فرجع إليه فقال له: أجِبْ أمير المؤمنين، فقال له سعيد ما قال له أوّلًا. قال: فقال له الرسول: لولا أنّه تقدّم إليّ فيك ما ذهبتُ إليه إِلَّا برأسك، يرسل إليك أمير المؤمنين يكلّمك تقول مثل هذه المقالة؟ فقال: إن كان يريد أن يصنع بي خيرًا فهو لك وإن كان يريد غير ذلك فلا أحُلّ حُبْوَتى حتّى يقضى ما هو قاضٍ. فأتاه فأخبره فقال: رحم الله أبا محمد، أَبَى إِلَّا صَلابةً (٣).


(١) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٣٢.
(٢) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٢٦.
(٣) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٢٧ نقلًا عن ابن سعد.