للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكتب إلى طارق بن عَمرو يأمره أن يلحق بالحجّاج، فسار طارق في أصحابه وهم خمسة آلاف فلحق بالحجّاج، فحصروا ابن الزبير وقاتلوا ونصبوا عليه المنجنيق، وحجّ بالناس الحجَّاج سنة اثنتين وسبعين وابن الزبير محصور، ثمّ صدر الحجّاج وطارق فنزلا بئر ميمون ولم يطوفا بالبيت ولم يقربا النساء ولا الطيبَ إلى أن قُتل ابن الزبير، فطافا بالبيت وذبحا جزورًا، وحُصر ابن الزبير ليلة هلال ذى القعدة سنة اثنتين وسبعين ستّة أشهر وسبعة عشر يومًا، وقُتل يوم الثلاثاء لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاثٍ وسبعين، وبُعث برأسه إلى عبد الملك بن مروان بالشأم (١).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى شُرَحْبيل بن أبي عون عن أبيه قال: أجمع الناس على عبد الملك بن مروان سنة ثلاثٍ وسبعين، وكتب إليه ابن عمر بالبيعة، وكتب إليه أبو سعيد الخُدْرى وسلَمة بن الأكوع بالبيعة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه أنّ عبد الملك بن مروان ضرب الدنانير والدراهم سنة خمسٍ وسبعين، وهو أوّل من أحدث ضربها ونقش عليها.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا خالد بن ربيعة بن أبي هلال عن أبيه قال: كانت مثاقيل الجاهليّة التى ضرب عليها عبد الملك بن مروان اثنين وعشرين قيراطًا إلّا حبّة بالشأمى، وكانت العشرة وَزْنَ سبعة.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى ابن أبي سَبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوة عن ابن كعب بن مالك قال: أُجْمع لعبد الملك على تلك الأوزان.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى ابن أبي الزّناد، عن أبيه قال: أقام الحجَّ للناس سنة خمسٍ وسبعين عبد الملك بن مروان، فلمّا مرّ بالمدينة نزل في دار أبيه فأقام أيّامًا ثمّ خرج حتى انتهَى إلى ذى الحُليفة وخرج معه الناس، فقال له أبان بن عثمان: أحْرِمْ من البَيْداء. فأحرم عبد الملك من البيداء (٢).


(١) تاريخ الطبرى ج ٦ ص ١٧٤.
(٢) ابن عساكر في تاريخه ج ٤٣ ص ٢٦١ نقلا عن ابن سعد.