للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خرج إلى الصلاة أن يضرب عنقه، ثمّ أقبل عليه فقال له: أبا أميّة ما هذه الغوائل والزُّبَى التى تُحْفَر لنا؟ ثمّ ذكّره ما كان منه. وخرج إلى الصلاة ورجع ولم يقدم عليه يحيَى فشتمه عبد الملك، ثمّ أقدم هو ومن معه على عمرو بن سعيد فقتله.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى إسماعيل بن إبراهيم عن أبيه قال: أقام عبد الملك تلك السنة فلم يَغْزُ مصعبًا، وانصرف مصعب إلى الكوفة. فلمّا كان من قابل خرج مصعب من الكوفة حتى أتَى باجُمَيرا فنزلها. وبلغ ذلك عبد الملك فتهيّأ للخروج إليه.

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنى عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي فَرْوة أبو عَلْقَمة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فَرْوة، عن رَجاء بن حَيْوَة قال: لما أجمع عبد الملك المسير إلى مصعب تهيّأ لذلك وخرج في جند كثير من أهل الشأم، وسار عبد الملك وسار مصعب حتى التقيا بمَسكِن، ثمّ خرجوا للقتال، واصطفّ القوم بعضهم لبعض، فخذلت ربيعة وغيرها مصعبًا فقال: المرء ميّت على كلّ حال، فوالله لأن يموت كريمًا أحسن مِن أَنْ يَضْرَعَ (١) إلى مَن قد وَتَره. لا أستعين بهم أبدًا ولا بأحد من الناس. ثمّ قال لابنه عيسى: تقدّمْ فقاتل. فدنا ابنه فقاتل حتى قُتل، وتقدّم إبراهيم بن الأشتر فقاتل قتالًا شديدًا وكَثَرَهُ القومُ فقُتل ثمّ صاروا إلى مصعب وهو على سرير له فقاتلهم قتالًا شديدًا وهو على السرير حتى قُتل. وجاء عبيد الله بن زياد بن ظَبْيان فاحتزّ رأسه فأتى به عبد الملك فأعطاه ألف دينار فأبَى أن يأخذها، ثمّ دعا عبد الملك أهل العراق إلى البيعة له فبايعوه وانصرف إلى الشأم (٢).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا مُصْعَب بن ثابت، عن أبي الأسود، عن عبّاد بن عبد الله بن الزبير قال: وحدّثنا شُرَحْبيل بن أبي عون، عن أبيه، وغيرهما أيضًا قد حدّثنى قالوا: لما قَتَلَ عبدُ الملك بن مروان مصعَبَ بن الزّبير، بعث الحجّاج بن يوسف إلى عبد الله بن الزبير بمكّة في ألفين من جند أهل الشأم


(١) يضرع: يخضع ويذل.
(٢) تاريخ الطبرى ج ٦ ص ١٠٦، والكامل لابن الأثير ج ٤ ص ٣٢٩.