للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عبد العزيز خطب الناس وفُرش له فنزل وترك الفَرْش وجلس ناحيةً، فقيل: لو تحوّلتَ إلى حُجْرة سليمان، فتمثّل:

فلَوْلا التّقى ثمّ النّهى خَشيَة الرّدى … لَعاصَيتُ فى حبّ الصِّبا كلّ زاجرِ

قضى ما قضى فيما مضى ثمّ لا تَرى … له صَبْوَةً أُخرى اللّيالى الغوابرِ (١)

قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا عبد الله بن يونس الثقفى عن سيّار أبى الحكم قال: كان أوّل ما أُنْكِر من عمر بن عبد العزيز أنّه لما دَفَن سليمان بن عبد الملك أُتى بدابّة سليمان التى كان يركب فلم يركبها وركب دابّته التى جاء عليها، فدخل القصر وقد مُهّدت له فُرُش سليمان التى كان يجلس عليها فلم يجلس عليها، ثمّ خرج إلى المسجد فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: أمّا بعدُ فإنّه ليس بعد نبيّكم نبىّ ولا بعد الكتاب الذى أُنزل عليه كتاب، ألا إنّ ما أحلّ الله حلال إلى يوم القيامة وما حرّم الله حرام إلى يوم القيامة، ألا إنى لستُ بقاضٍ ولكنى منفّذ، إلّا إنى لستُ بمبتدع ولكنى متّبع، ألا إنّه ليس لأحد أن يطاع فى معصية الله، ألا إنى لستُ بخيركم ولكنى رجل منكم غير أنّ الله جعلنى أثقلكم حملًا. ثمّ ذكر حاجته.

قال: أخبرنا محمد بن معن الغِفارى المَدِينى قال: أخبرنى إسماعيل بن إبراهيم كاتب كان لزياد بن عبيد الله، عن أبيه قال: لما انصرف عمر عن قبر سليمان قال: إذا دوابّ سليمان قد عُرضت له، قال: فكشّر ثمّ أشار إلى بُغيلة شهباء فأُتى بها فركبها، قال: فانصرف فإذا فُرُش سليمان فى منزله، قال: فقال: لقد عجلتم. قال ثمّ تناول وسادةً أرْمنيّة فطرحها بينه وبين الأرض، قال: ثم قال: أما والله لولا أنى فى حوائج المسلمين ما جلستُ عليك (٢).

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنى ابن أبى سَبْرة، عن المنذر بن عُبيد قال: ولى عمر بن عبد العزيز بعد صلاة الجمعة فأنْكرتُ حاله فى العصر.


(١) ابن عساكر فى تاريخه ج ٥٤ ص ١٣٦.
(٢) النووى فى تهذيبه ج ٢ ص ٢٠ نقلا عن ابن سعد.