للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أهل عبادة وصلاة، وكانوا يجتمعون بعد العصر وبعد العشاء الآخرة، فيتحدثون ولا يفترقون حتى يتكلم كل رجل. منهم بكلمات، ويدعون بدعوات، وكانوا يترافقون ويوافون الموسم كل عام ومعهم أبو صخر الأيلى -وكان من العباد- فيلقون عمر بن ذر فيقصّ عليهم ويُذكرهم أمر الآخرة، فلا يزالون كذلك حتى ينقضى الموسم ثم لا يلتقون معه إلَّا في كل موسم.

أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق، قال: حدّثنى أبو سلمة، قال: حدّثنا جعفر بن سليمان، عن محمد بن المُنكدر، قال: كان يضع خدَّه على الأرض ثم يقول لأمه يا أمَّه قومى ضعى قدمك على خدِّى.

أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق، قال: حدّثنا سعيد بن عامر، عن ابن المبارك، قال: قال محمد بن المُنْكدِر: بات عمر يصلى، وبِتُّ أغمز رِجْلَى أُمّى وما أحب أن ليلتى بليلته (١).

أخبرنا أحمد بن أبي إسحاق، قال: حدّثنا العلاء بن عبد الجبار، قال: حدّثنا سفيان، قال: كان ابن المنكدر ربما قام الليل يصلى ويقول: كم من عين الآن ساهرة في رزقى.

قال: وكان له جار مُبتلى، قال: فكان يرفع صوته من الليل يصيح، قال: فكان محمد يرفع صوته بالحمد، قال: فقيل له في ذلك، فقال: يرفع صوته بالبلاء وأرفع صوتى بالنعمة (٢).

أخبرنا سفيان بن عُيينة، عن محمد بن سُوْقَة، قال: قيل لمحمد بن المُنْكدر: تحج وعليك دين؟ قال: الحج أقضى للدين.

أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا يوسف بن محمد بن محمد بن المُنْكدر، عن أبيه، قال: إِنِّى ضَرِيتُ (٣) بالدعاء.

أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدّثنا مُنْكدر بن محمد بن المُنكدر، عن أبيه، قال: أودعنى رجل من أهل اليمن مائة دينار، وخرج إلى الثَّغر وقال محمد لليمانى: إن احتجنا إليها استنفقناها حتى ترجع إلينا؟ قال: نعم، قال: فاستنفقها


(١) سير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٣٥٩.
(٢) تاريخ الإسلام للذهبى.
(٣) ضريت بالدعاء: ألححت فيه.