للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

عوف بن النَّخَع من مَذْحِج، ويكنى أبا عمرو وهو ابن أخي عَلْقَمَة بن قيس. وكان الأسود بن يزيد أكبر من علقمة. وذكر أنّه ذهب بمهر أمّ علقمة إليها، بعث به معه جدّه وروى الأسود عن أبي بكر الصّدّيق أنّه جرّد معه الحجّ، وروى عن: عمر، وعليّ، وعبد الله بن مسعود، ومُعاذ بن جَبَل سمع منه باليمن قبل أن يهاجر حين بعث النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، مُعاذًا إلى اليمن. وروى عن: سلمان، وأبي موسى، وعائشة ولم يرو عن عثمان شيئًا (١).

قال: أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي قال: حدّثنا شُعْبة، عن الحكم قال: كان الأسود يصوم الدهر.

قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: حدّثنا حسن بن صالح، عن منصور، عن بعض أصحابه قال: إن كان الأسود ليَصوم في اليوم الشديد الحَرّ الذي إنّ الجمل الجلد الأحمر لَيُرنّح (٢) فيه من الحرّ.

قال: أخبرنا وَهْب بن جَرير قال: أخبرنا الدَّسْتُوائيّ عن حمّاد عن إبراهيم أنّ الأسود كان يصوم في اليوم الشديد الحرّ حتى يسودّ لسانه من الحرّ.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا حَنَش بن الحارث، عن رِياح النّخَعي قال: كان الأسود يصوم في السفر حتى يتغيّر لونه من العطش في اليوم الحار، ونحن يشرب أحدنا مرارًا قبل أن يفرغ من راحلته في غير رمضان.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا حنش بن الحارث قال: حدّثني عليّ بن مُدْرك أنّ علقمة كان يقول للأسود: ما تعذّب هذا الجسد! فيقول: إنّما أريد له الراحة.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا حنش بن الحارث قال: رأيتُ الأسود قد ذهبت إحدى عينيه من الصوم.


(١) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٥٠.
(٢) لدى ابن الأثير في النهاية (رنح) في حديث الأسود بن يزيد "أنه كان يصوم في اليوم الشديد الحر الذي إن الجمل الأحمر ليرنح فيه من شدة الحر" أي يُدار به ويختلط. يقال رُنح فلان ترنيحًا إذا اعتراه وهن في عظامه من ضرب أو فَزَع أو سُكْر، ومنه قولهم: رَنَحه الشراب، ومن رواه يُريح - بالياء - أراد يهلك، من أراح الرجل إذا مات.