للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إليّ هؤلاء هذا المسجد حتى تركوه أبغضَ إليّ من كُناسة دارى، معاشِر الصعافقة (١). فانصاع راجعًا ورجعنا.

قال: أخبرنا قبيصة بن عُقْبة قال: حدّثنا سفيان عن عبد الله بن أبي السّفر عن الشعبي قال: لقد أتى عليّ زمانٌ وما من مجلس أحَبّ إليّ أن أجلس فيه من هذا المسجد فلَكناسة اليوم أجلس عليها أحبّ إليّ من أن أجلس في هذا المسجد. قال: وكان يقول إذا مرّ عليهم: ما يقول هؤلاء الصعافقة؟ أو قال: بنو اسْتِها، شكّ قبيصة، ما قالوا لك برَأيهم فبُلْ عليه وما حدّثوك عن أصحاب محمّد، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فخُذْ به.

قال: أخبرنا عبد الحميد بن عبد الرحمن الحِمّاني قال: حدّثني أبو حنيفة قال: رأيت الشعبي يلبس الخزّ ويجالس الشعراء فسألته عن مسألة فقال: ما يقول فيها بنو استها، يعنى الموالي.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا سفيان، عن أبي حَصين، عن الشعبي قال: لوددتُ أنّ عطائي في بولِ حمارٍ. كم مَنْ قد قاده عطاؤه إلى النار!

قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن أيّوب عن عطيّة السراج قال: مررتُ مع الشعبي على مسجدٍ من مساجد جُهينة فقال: أشهدُ على كذا وكذا من أهل هذا المسجد من أصحاب النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثلاثمائة يشربون نبيذ الدنان في العرائس.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو إسرائيل قال: رأيت الشعبي يقضي في الزاوية التي عند باب الفيل.

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو أسامة قال: قدّمْتُ إلى الشعبي غريمًا لي عليه دراهم فقال: لئن لم تُعْطِهِ أو جاء بك مرّة أخرى لأحبسنّك ولو كنتَ ابن عبد الحميد.

قال محمد بن سعد: وكان عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب والى عمر بن عبد العزيز على العراق فولّى عامرًا الشعبيّ قضاء الكوفة.


(١) لدى ابن الأثير في النهاية (صعفق) في حديث الشَّعْبي "ما جاءك عن أصحاب محمد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فخُذه ودَعْ ما يقول هؤلاء الصَّعَافِقَة" هم الذين يدخلون السوق بلا رأس مال، فإذا اشترى التاجر شيئا دخل معه فيه، واحدهم صَعْفَق. وقيل: صَعْفُوق، وصَعْفَقِيّ. أراد أن هؤلاء لا علم عندهم، فهم بمنزلة التجار الذين ليس لهم رأس المال.