للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من المسلمين أنَّه ليس فيه ميتة أكلتُه، قال: وما يمنعك أن تأتى الأمراء؟ قال: لدى أبوابكم طلّاب الحاجات فادعوهم فاقضوا حوائجهم ودَعُوا من لا حاجة له إليكم.

قال: أخبرنا عتّاب بن زياد قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال: أخبرنا عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر قال: حدّثنى بلال بن سعد أنّ عامر بن عبد قيس وشى به إلى زياد، وقال غيره: إلى ابن عامر، فقال له: إنّ هاهنا رجلًا يقال له ما إبراهيم خير منك فيسكت وقد ترك النساء، فكتب فيه إلى عثمان فكتب أن انفه إلى الشأم على قَتبٍ، فلمّا جاءه الكتاب أرسل إلى عامر فقال: أنت الّذى قيل لك ما إبراهيم خير منك؟ فسكت، قال: أما والله ما سكوتى إِلَّا تعجّبًا لوددت أنى كنت غُبارًا على قدميه يدخل بي الجنّة (١)، قال: ولِمَ تركتَ النساء؟ قال: أما والله ما تركتُهنّ إِلَّا أنّي قد علمت أنّه متى ما تكن لى امرأة فعسى أن يكون ولد ومتى يكن ولد تشعبت الدنيا قلبى فأحببت التخلّى من ذلك، فأجلاه على قتب إلى الشأم (٢).

فلمّا قدم أنزله معاوية معه الخضراء وبعث إليه بجارية فأمرها أن تُعْلِمَهُ ما حاله فكان يخرج من السّحَر فلا تراه إلى بعد العَتَمَة (٣) ويبعث إليه معاوية بطعامه فلا يعرض لشئ منه ويجئ معه بِكِسَر فيجعلها فى ماء ثمّ يأكل منها ويشرب من ذلك الماء ثمّ يقوم، فلا يزال ذلك مقامه حتّى يسمع النّداء ثمّ يخرج فلا تراه إلى مثلها، فكتب معاوية إلى عثمان يذكر له حاله، فكتب إليه أن اجعله أوّل داخلٍ وآخر خارج ومُرْ له بعشرة من الرقيق وعشرة من الظَّهْر، فلمّا أتى معاوية الكتاب أرسل إليه فقال: إنّ أمير المؤمنين كتب إلى أن آمر لك بعشرة من الرقيق، فقال: إنّ عليّ شيطانًا فقد غَلَبَنِى فكيف أجمع عليّ عشرة! قال: وآمر لك بعشرة من الظَّهر، فقال: إنّ لى لبغلةً واحدةً وإنّى لمُشْفِقٌ أن يسألنى الله عن فضل ظهرها


(١) كذا فى ث، ومثله لدى ابن عساكر كما فى مختصر ابن منظور ج ١١ ص ٢٧٦. وفى ل "يدخل فى الجنّة".
(٢) أورده ابن عساكر كما فى مختصر ابن منظور ج ١١ ص ٢٧٦.
(٣) كذا فى ث ومثله فى مختصر ابن منظور. وفى ل "الغُمَّة".