وصف جعفر، ومسح إحداهما على الأخرى ثمّ قال:{وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ}[سورة المؤمنون: ٢٠]، قال: فدهن رأسه ولحيته.
قال: أخبرنا حَمّاد بن مَسْعَدَة قال: حدّثنا ابن عون عن محمّد قال: كان بين عامر بن عبد الله العنبرىّ وبين رجل محاورةٌ فى شئ، قال: فعيّره عامر بشئ كان فى أمّه، فلمّا كان بعد ذلك قال: قيل له ما كنّا نراك تُحسن هذا! فقال: كم من شئ ترون أنّى لا أحسنه أنا أعلمكم به.
قال: أخبرنا الحسن بن موسى قال: حدّثنا شُعْبة بن الحجّاج عن حَبيب بن الشّهيد قال: سمعت أبا بِشْر يحدّث عن سَهْم بن شَقيق قال: أتيت عامرَ بن عبد الله، قال شعبة: وبعضهم يكره أن يقول عبد قيس، فقعدت على بابه فخرج وقد اغتسل فقلت: إنّى أرى الغُسْل يُعْجِبُك، قال: ربّما اغتسلتُ، فقال: ما حاجتُك؟ قلت: الحديث، قال: وعهدتنى أحبّ الحديث؟
قال: أخبرنا الحسن بن موسى قال: حدّثنا أبو هلال قال: حدّثنا محمّد بن سيرين قال: قيل لعامر بن عبد الله ألا تتزوّج؟ قال: ما عندى من نشاط وما عندى من مال فما أغرّ امرأةً مسلمةً.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: حدّثنا حَمّاد بن زيد عن أيّوب عن أبي قِلابة أنّ رجلًا لقىَ عامر بن عبد قيس فقال له: ما هذا الذى صنعتَ؟ أَلم يقل الله:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً}[سورة الرعد: ٣٨]؟ قال: أفلم يقل الله {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[سورة الذاريات: ٥٦].
قال: أخبرنا كَثير بن هشام قال: حدّثنا جعفر بن بُرْقان قال: حدّثنا مَيْمُون ابن مِهْران أنّ عامر بن عبد قيس بعث إليه أمير البصرة فقال: إنّ أمير المؤمنين أمرنى أن أسألك ما لك لا تزوّج النساء؟ قال: ما تَرَكْتُهُنَّ وإنّى لذائب الخطبة، قال: وما لك لا تأكل الجبن؟ قال: إِنّا بأرضٍ بها مجوس فما شهد شاهدان (١)