للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان الحسن ينهى عنها ولا يبرح، فقال مطرّف: ما أشبّه الحسن إلا رجلًا يحذّر النّاس السّيْل ويقوم بِسَنَنِهِ (١).

قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا عبد الملك بن شدّاد قال: حدّثنا ثابت البُنانىّ أنّ مطرّف بن عبد الله قال: لبثتُ في فتنة ابن الزّبير تسعًا أو سبعًا ما أُخْبرتُ فيها بخبر ولا استخبرتُ فيها عن خبر.

قال: أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال: حدّثنا أبو عقيل بشير بن عقبة قال: قلتُ ليزيد بن عبد الله بن الشّخّير أبى العلاء: ما كان مطرّف يصنع إذا هاج في النّاس هَيْجٌ؟ قال: كان يلزمُ قَعْرَ بيته، وَلَا يَقْرُب لهم جمعةً ولا جماعةً حتّى تنجلى لهم عمّا انجلت (٢).

قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا وُهيب قال: حدّثنا أيّوب قال: قال مطرّف: لأن آخذ بالثقة في العقود أحبّ إلىّ من أن ألتمس، أو قال أطلبَ فضل الجهاد بالتغرير (٣).

قال: أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال: حدّثنا أبى قال: سمعتُ حُميد ابن هلال قال: أتى مُطرّفَ بن عبد الله زمان ابن الأشعث ناسٌ يدعونه إلى قتال الحجّاج، فلمّا أكثروا عليه قال: أرأيتم هذا الذى تدعونى إليه، هل يزيد على أن يكون جهادًا في سبيل الله؟ قالوا: لا، قال: فإنى لا أخاطر بين هلكةٍ أقع فيها وبين فضل أصيبه.

قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبى قال: سمعتُ حُميد بن هلال قال: أتى مطرّفَ بن عبد الله الحَروريّةُ يدعونه إلى رأيهم، قال: فقال: يا هؤلاء إنّه لو كانت لى نفسان تابعتُكم بإحداهما وأمسكتُ الأخرى فإن كان الذى تقولون هدًى اتبعتُها بالأخرى وإن كانت ضلالة هَلَكَتْ نفس وبقيَتْ لى نفس ولكنّها نفس واحدة وأنا أكره أن أغرّر بها.


(١) كذا في ث ومثله لدى الذهبى في سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ١٩٢. وفى ل "بسيبه".
(٢) المصدر السابق ص ١٩١.
(٣) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ١٩١.