للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يا رسول الله مَن أخوك؟ قال: عليّ بن أبي طالب. قالت: وكيف يكون أخاك وقد زوّجته ابنتك؟ قال: هو ذاك يا أمّ أيمن. فدعا بماء في إناء فغسل فيه يديه ثمّ دعا عليًّا فجلس بين يديه فَنَضَحَ عَلَى صدره من ذلك الماء وبين كتفيه، ثمّ دعا فاطمة فجاءت بغير خِمَارٍ تعثر في ثوبها، ثم نَضَح عليها من ذلك الماء ثمّ قال: والله ما ألوت أن زوّجتك خير أهلي. وقالت أمّ أيمن: وليت جهازها فكان فيما جهّزتها به مِرْفَقَة (١) من أدم حشوها ليف وبَطْحَاء مفروش في بيتها.

أخبرنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا دارم بن عبد الرحمن بن ثعلبة الحنفى قال: حدّثني رجل أخواله الأنصار قال: أخبرتنى جدّتى أنّها كانت مع النسوة اللاتى أهدين فاطمة إِلَى عليّ، قالت: أُهديت في بردين من برود الأول عليها دُمْلُوجَان (٢) من فضّة مصفّران بزعفران، فدخلنا بيت عليّ فإذا إهاب شاة على دُكَّان (٣) ووسادة فيها ليف وقِرْبة ومُنْخُلٌ ومنشفة وقدح.

أخبرنا سفيان بن عُيَيْنة عن عَمْرو عن عِكْرِمة قال: استحلّ عليّ فاطمة بِبَدَنٍ (٤) من حديد.

أخبرنا هَوْذَة بن خليفة، حدّثنا عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند قال: لما كانت ليلة أُهديت فاطمة إلى عليّ قال له رسول الله: لا تُحدث شيئًا حتى آتيك. فلم يلبث رسول الله أن اتّبعهما فقام على الباب فاستأذن فدخل، فإذا في مُنْتَبِذ (٥) منها، فقال له رسول الله: إنّى قد علمت أنّك تهاب الله ورسوله. فدعا بماء فمضمض ثمّ أعاده في الإناء ثمّ نضح به صدرها وصدره.

أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حمّاد بن سلمة، أخبرنا عطاء بن السائب عن أبيه عن عليّ أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لما زوّجه فاطمة بعث معها بخملة ووِسادة أدم حَشْوها ليف ورحائين وسقاء وجرّتين. قال: فقال عليّ لفاطمة ذات يوم: والله


(١) المِرْفقَةُ كالوسادة.
(٢) الدُّمْلجُ: الحجر الأملس والمِعْضَد من الحلى (النهاية).
(٣) الدكان: الدَّكَّة المبنية للجلوس عليها (النهاية).
(٤) لدى ابن الأثير في النهاية (بدن) وفى حديث على "لما خطب فاطمة قيل ما عندك؟ قال: فَرَسى وبَدَنى" البدن: الدرع من الزّرد.
(٥) أى منفرد بعيد عنها "النهاية".