للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فاضطجع عليه، فجاءت فاطمة فاضطجعت من جانب، وجاء عليّ فاضطجع من جانب، فأخذ رسول الله بيد عليّ فوضعها على سُرّته وأخذ بيد فاطمة فوضعها على سُرّته ولم يزل حتى أصلح بينهما، ثمّ خرج. قال: فقيل له: دخلت وأنت على حال وخرجت ونحن نرى البِشْرَ في وجهك! فقال: وما يمنعنى وقد أصلحتُ بين أحبّ اثنين إليّ؟ (١).

أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثنا أبو بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرَة عن يحيَى بن شِبْل عن أَبِي جعفر قال: دخل العبّاس عَلَى عَلِيّ بن أَبي طالب وفاطمة وهى تقول: أَنا أَسنّ منك. فقال العبّاس: أمّا أنت يا فاطمة فولدت وقريش تبنى الكعبة والنبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ابن خمسٍ وثلاثين سنة، وأمّا أنت يا عليّ فولدت قبل ذلك بسنوات (٢).

قال محمد بن عمر: وولدت فاطمة لعليّ الحسن والحسين وأمّ كلثوم وزينب بني عليّ.

أخبرنا الفَضْلُ بن دُكَيْن، حدّثنا زكريّاء بن أَبِي زَائِدة عن فِرَاس عن الشَّعْبِيّ عن مَسْرُوق عن عائشة قالت: كنت جالسة عند رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فجاءت فاطمة تمشى كأنّ مِشْيَتَها مِشْيَةَ رسول الله، فقال: مرحبًا يا بنتى. فأجلسها عن يمينه أو عن يساره، فأسرّ إليها شيئًا فبكت، ثمّ أسرّ إليها شيئًا فضحكت. قالت قلت: ما رأيت ضحكًا أقرب من بكاء، استخصّك رسول الله بحديث ثمّ تبكين؟ قلتُ: أيّ شيء أسرّ إليك رسول الله؟ قالت: ما كنتُ لأَفْشِى سِرَّه. قلت: فلمّا قُبض رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سألتُها فقالت: قال إنّ جبريل كان يأتينى كلّ عام فيعارضني بالقرآن مرّة، وإنّ أتانى العام فعارضني مرّتين ولا أظنّ أجلى إلا قد حضر، ونعم السلف أنا لك، وقال: أنت أسرع أهلي بي لحوقًا. قالت: فبكيت لذلك. ثمّ قال: أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء هذه الأمّة أو نساء العالمين؟ قالت: فضحكت (٣).


(١) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٨ ص ٥٩ بسنده ونصه.
(٢) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٨ ص ٥٩ من رواية الواقدي.
(٣) ابن حجر: الإصابة ج ٨ ص ٥٦.